جهة التّعجيز (كُونُوا
حِجارَةً أَوْ حَدِيداً) [الإسراء : ١٧ /
٥٠]. إلى غير ذلك من أنواع الأوامر والنّواهي .
وإذا كان هذا ،
فمن أين لقائل أن يقول : إن نهي آدم عليهالسلام كان على جهة الحظر أو الكراهة؟.
فإن احتجّوا بقوله
تعالى إنّه : عصى وغوى وظلم نفسه ؛ قلنا : إذا لم يثبت تكليفه في الجنة فتخرج هذه
الألفاظ على مقتضى اللّغة : فإنّ المعصية في اللّسان عدم الامتثال : كانت مقصودة
أو غير مقصودة. وظلم النفس : غبنها وبخسها في منافعها ، لكونه وضع الفعل في غير
موضعه ، وكذلك غوى : أدخل على نفسه الضّرر ، يقال :
غوى الفصيل : إذا
رضع فوق حدّه من اللبن فبشم ، فعلى هذه الوجوه تخرّج هذه الألفاظ.
فإن قيل : إذا
خرّجتم هذه الألفاظ على هذه الوجوه فما قولكم في قوله تعالى : (فَأَزَلَّهُمَا
الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما) [البقرة : ٢ / ٣٦]
، وفي قوله : (فَدَلاَّهُما بِغُرُورٍ) [الأعراف : ٧ / ٢٢] إلى غير ذلك. فنقول : تخرج هذه الألفاظ
أيضا على جهة
__________________