.................................................................................................
______________________________________________________
لا يسلم من الرّبا ، ولا تسلمه بيّاع أكفان ، فإنّ صاحب الأكفان يسرّه الوباء إذا كان ، ولا تسلمه بيّاع طعام ، فإنّه لا يسلم من الاحتكار ، ولا تسلمه جزّارا ، فإنّ الجزّار تسلب منه الرّحمة ، ولا تسلمه نخّاسا ، فإنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : شرّ النّاس من باع النّاس (١).
وقريب منه : رواية إبراهيم بن عبد الحميد : عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : ولا تسلمه في خمس : لا تسلمه سبّاء ، ولا صائغا ، ولا قصّابا ولا حنّاطا ، ولا نخّاسا ، الخبر (٢) السبّاء : الذي يبيع الأكفان (٣).
ولعلّ المراد بالطعام الحنطة ، ولهذا في رواية إبراهيم بن عبد الحميد ورد المنع منها ، لا غير.
__________________
(١) الوسائل ، كتاب التجارة ، أبواب ما يكتسب به ، الباب ٢١ ، قطعة من حديث (١).
(٢) الوسائل ، كتاب التجارة ، نفس الباب ، الحديث ٤.
(٣) لكن الموجود في بعض كتب اللّغة أنّ السبّاء هو بيّاع الخمر ، والسبيئة : هي الخمر ، راجع القاموس والمعجم الوسيط وقال في الحدائق بعد ذكر هذا الحديث : قال بعض مشايخنا : اتفقت نسخ أخبارنا في قوله سبّاء ـ بالباء الموحّدة ـ وقال في الوافي : والسبّاء في النسخ التي رأيناها من الكتب الثلاثة بالباء الموحدّة المشدّدة. أقول : وهذا الخبر قد روته العامة ـ بالياء المثناة من تحت ـ كما ذكره ابن الأثير في النهاية وجعله من السوء والمساءة ، وقد رواه الصدوق في من لا يحضره الفقيه ج ٣ ـ ص ١٥٨ عن الامام الكاظم عن رسول الله وجاء فيها التعبير بالسّيّاء ـ بالياء المثنّاة من تحت ـ والاولى نقل تمام الحديث بتمامه (روى إبراهيم بن عبد الحميد عن ابى الحسن موسى بن جعفر ـ عليهما السلام قال : جاء رجل الى النبي صلّى الله عليه وآله فقال يا رسول الله قد علمت ابني هذا الكتاب ففي أي شيء أسلمه؟ فقال : أسلمه ـ لله أبوك ـ ولا تسلمه في خمس لا تسلمه سياء ولا صائغا ولا قصابا ولا حناطا ولا نخاسا ، فقال : يا رسول الله وما السياء؟ قال : الذي يبيع الأكفان ويتمنى موت أمتي ، وللمولود من أمتي أحب الي مما طلعت عليه الشمس ، واما الصائغ فإنه يعالج غبن أمتي ، واما القصاب فإنه يذبح حتي تذهب الرحمة من قلبه ، واما الحناط فإنه يحتكر الطعام على أمتي ولئن يلقى الله العبد سارقا أحب الي من ان يلقاه قد احتكر طعاما أربعين يوما ، واما النخاس فإنه أتاني جبرئيل عليه السلام قال : يا محمد ان شر أمتك الذين يبيعون الناس ، الفقيه ج ٣ ، كتاب المعيشة ص (١٥٨) الحديث (٣٥٨٢) ط قم منشورات جماعة المدرسين.