.................................................................................................
______________________________________________________
وتحريمها مطلقا أيضا ظاهر من آية (فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلّا مِراءً ظاهِراً) (١) اى مراء حسنا وعلى طريق التلطّف والملائمة لا المجادلة والمعركة ، مثل قوله تعالى (وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (٢) اى لا تستعمل معهم المجادلة والإلزام إلا بطريق حسن ،
وهو نهاية المبالغة في ملاحظة الدعوة الى الحقّ وعدم أذى الخصم في البحث ، وترك رفع الصوت ، وجميع ما يتأذّى به المخاطب.
(وما لا يقال له : حسن إنكار ويكرهه المخاطب) (٣) ولهذا قال تعالى في إرسال موسى وهارون (على نبينا وآله وعليهما السّلام) الى فرعون (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً) (٤).
وهذا (٥) ان كان واجبا مع الكفار في دعوتهم إلى الإسلام فكيف مع المؤمنين والمسلمين في الأمور الخفيّة.
والذي يدل على تحريم الجدال والمراء كثير جدا ، وفي تركه ثواب عظيم ولو كان محقا.
منه ما روى انه صلى الله عليه وآله قال : من ترك المراء وهو محقّ بنى له
__________________
(١) الكهف ـ ٢٢
(٢) النحل ـ ١٢٥
(٣) لعل المراد ان المعيار في كونه مماراة عدم إطلاق الحسن عليه فهو إنكار يعنى منكر داخل في المماراة المنهي عنها ويحتمل ان يقرء بإضافة لفظة (حسن) الى لفظة (إنكار) فيكون المعنى حينئذ انّ الإنكار على قسمين حسن وقبيح فالثاني مماراة وفي بعض النسخ : (وما يقال له حسن بظاهر ويكرهه المخاطب) وفي بعضها بدل قوله : فظاهر (بظاهر) وفي بعضها (فطار) والله العالم
(٤) طه ـ ٤٤
(٥) يعنى القول الليّن ان كان واجبا كما هو المستفاد من الأمر بقوله تعالى (فَقُولا) مع الكفّار وهم فرعون وأصحابه واتباعه فكيف لا يجب مع المؤمنين والمسلمين.