الشرعي من مصادره على الوجه المطلوب ، هو الذي يطلق عليه في عرف علماء الشّيعة الاجتهاد ، ولهذا فتعريف الاجتهاد عندهم هو «ملكة يقتدر بها على استنباط الأحكام الشرعيّة (١)»
* * *
. والكتاب الّذي بأيدينا نموذج من هذه المحاولة الاستنباطيّة اشترك في إنجازه مجتهدان من أكبر اعلام الفقه الإمامي ، أحدهما : العلامة الحلّي ، وهو صاحب المتن المسمّى ب «إرشاد الأذهان إلى أحكام الايمان» وثانيهما : المقدّس الأردبيلي شارح ذلك المتن ومؤلّف الكتاب الحاضر : «مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان».
وسوف نحاول فيما يلي أن نترجم لشخصيّتهما ترجمة موجزة فنبدء بصاحب المتن :
العلامة الحلّي :
قال ابن داود الحلّي في رجاله :
«الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي شيخ الطّائفة وعلّامة وقته وصاحب التّحقيق والتدقيق كثير التصانيف ، انتهت رئاسة الإماميّة إليه في المعقول والمنقول» (٢)
وقال المحدّث النوري صاحب المستدرك على وسائل الشيعة : «الشيخ الأجل الأعظم بحر العلوم والفضائل والحكم ، حافظ ناموس الهداية ، وكاسر ناقوس الغواية ، حامي بيضة الدّين ، ما حي آثار المفسدين الذي هو بين
__________________
(١) الاجتهاد والتقليد من التنقيح ص ٢٠
(٢) رجال ابن داود القسم الأوّل ، العدد ٤٦١. وفي الخلاصة في ترجمة نفسه : الحسن بن يوسف بن على بن مطهّر (بالميم المضمومة والطّاء الغير المعجمة والهاء المشدّدة والرّاء) أبو منصور الحلي مولدا ومسكنا