والشاهد : نصب «ثابت» على الحالية ، والجار والمجرور هو خبر «الخير» ، ولو رفع «ثابت» على الخبرية ، لجاز. [سيبويه / ١ / ٢٦٢].
(٢٥٨) إنّ محلّا وإنّ مرتحلا |
|
وإنّ في السّفر ما مضى مهلا |
قاله الأعشى ، أي : إنّ لنا محلا في الدنيا ، أي : حلولا ، وإن لنا مرتحلا ، أي : ارتحالا عنها إلى غيرها ، وهو الموت أو الآخرة. والسّفر : المسافرون ، أي : من رحلوا عن الدنيا. والمهل : الإبطاء. والمراد : عدم الرجوع. يقول : في رحيل هؤلاء إبطاء وعدم عودة.
والشاهد : حذف خبر «إنّ» لقرينة علم السامع في : «إنّ محلا وإنّ مرتحلا». [سيبويه / ١ / ٢٨٤ ، والخصائص / ٢ / ٢٧٣ ، وشرح المفصل / ١ / ١٠٣ ، وشرح أبيات المغني / ٢ / ١٦١].
(٢٥٩) على أنني بعد ما قد مضى |
|
ثلاثون للهجر حولا كميلا |
يذكّرنيك حنين العجول |
|
ونوح الحمامة تدعو هديلا |
البيتان للعباس بن مرداس .. والعجول : كصبور ، الواله التي فقدت ولدها ؛ لعجلتها في ذهابها وجيئتها جزعا ، تقال للنساء وللإبل كما هنا. والهديل : صوت الحمامة. يقول : إذا حنت واله من الإبل ، أو ناحت حمامة ، رقّت نفسي فكنت منك على تذكار.
والشاهد في البيت الأول : وهو الفصل بين «ثلاثين» و «حولا» بالمجرور ضرورة. وهذا تقوية لجواز الفصل بين «كم» وتمييزها عوضا لما منعته من التصرف في الكلام بالتقديم والتأخير ، فهي واجبة التقديم أما «الثلاثون» ونحوها ، فلما لها من التصرف بالتقديم والتأخير وفقدان الصدارة ، وجب اتصال التمييز بها إلا في الضرورة. [سيبويه / ١ / ٢٩٢ ، والإنصاف / ٣٠٨ ، وشرح المفصل / ٤ / ١٣٠ ، وشرح أبيات المغني / ٧ / ٢٠٣].
(٢٦٠) ألام على لوّ ولو كنت عالما |
|
بأذناب لوّ لم تفتني أوائله |
قاله أبو زبيد. و «أذناب لو» ، يعني : أواخرها وعواقبها. يقول : إني ألام على التمنّي فأتركه لذلك ، مع أن كثيرا من الأماني ما يصدق ، فلو أيقنت بصدق ما أتمناه ، لأخذت في أوائله ، وتعلقت بأسبابه.