قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد [ ج ٥ ]

شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد [ ج ٥ ]

56/503
*

[تقديم المستثنى]

قال ابن مالك : (ولا يقدّم دون شذوذ المستثنى على المستثنى منه ، والمنسوب إليه معا ؛ بل على أحدهما ، وما شذّ من ذلك فلا يقاس عليه خلافا للكسائيّ).

______________________________________________________

قال ناظر الجيش : المستثنى جار من المستثنى منه مجرى الصفة المختصّة ، من الموصوف بها ومجرى المعطوف بـ (لا) من المعطوف عليه ، فكما لا تتقدّمان على متبوعهما ، كذا ينبغي أن لا يتقدم المستثنى على المستثنى منه ، لكن تقدّم الصفة والمعطوف غير ممكن من جهة أنّ التابع لا يتقدم على المتبوع ، بخلاف المستثنى ، فلهذا إذا تقدّم أول الكلام ما يشعر بالمستثنى منه ما هو مسند إليه أو واقع عليه جاز تقدمه ، نحو : قام إلّا زيدا القوم ، وضربت إلّا زيدا القوم ، قاله المصنف ، فلو لم يتقدم ما يشعر بالمستثنى منه من مسند أو واقع لم يجز التقديم ، وإليه الإشارة بقوله : ولا يتقدم دون شذوذ المستثنى على المستثنى منه والمنسوب إليه معا ، بل على أحدهما ؛ فعلم بذلك أنّه لا يجوز : إلّا زيدا قام القوم ، وإلّا زيدا ضربت القوم (١). وإنما قال : والمنسوب إليه ؛ ليشمل المسند والواقع ، وممّا مثّل به المصنف في الجائز التقديم :القوم إلّا زيدا ذاهبون ، وأدرجه في التّمثيل مع : (ما قام إلّا زيدا القوم) ولا ينتظم لي تمثيله بـ : القوم إلّا زيدا ذاهبون ، مع قوله في المتن : إنّه لا يتقدم المستثنى على المستثنى منه ، والمنسوب إليه معا ؛ لأنه قدّم عليهما في المثال المذكور ، فإنّ المستثنى منه الضمير ، وذاهب مسند إليه إلّا أن يقول : قد تقدم ما يشعر بالمستثنى منه وهو القوم ؛ لإشعاره بالضّمير من حيث إنّ مدلولهما واحد ، وإذا جاز التقديم في مثل :قام إلّا زيدا القوم لتقدّم (قام) المشعر بالمسند إليه من حيث هو مسند ، جاز : القوم إلّا زيدا ذاهبون ، من طريق أولى ، لكن ينكر عليه كونه قيّد المشعر المتقدم بكونه مسندا إلى المستثنى منه أو واقعا عليه ، ولو أطلق فقال : إذا تقدم ما يشعر به كان المثال المذكور مندرجا تحت الإطلاق.

ونحن نتذكر أحوال التقديم لننبّه على محلّ الوفاق ومحلّ الخلاف منها ، فنقول : ـ

__________________

(١) في التذييل والتكميل (٣ / ٥٦٧): «ذهب الجمهور إلى المنع واستدلوا بأن ذلك لم يسمع من كلامهم ، ولأن (إلّا) مشبهة بلا العاطفة وواو مع نحو : قام القوم لا زيد ، وجاء البرد والطيالسة وهذان لا يتقدمان ، فكذلك ما أشبههما» ا. ه ، وينظر أيضا : المقرب (١ / ٦٩) ، والهمع (١ / ٢٢٦).