[من أحكام الفاعل : ألا تلحقه علامة تثنية أو جمع]
قال ابن مالك : (وقد تلحق الفعل المسند إلى ما ليس واحدا من ظاهر أو ضمير منفصل علامة كضميره).
______________________________________________________
ولو كني لم يجز (١).
اعلم أنه قد تقدم من كلام المصنف أنه قال : ثم بينت أن تاء الصفة الفارقة إلى آخره ، وهو لم يذكر المسألة في متن التسهيل ، هذا في النسخة التي قرأتها على الشيخ ، وقابلت بها على نسخته ، لكن ربما يكون قد وضع ذلك في نسخة من النسخ التي صنفها ولم تثبت في هذه النسخة المشروحة له.
قال ناظر الجيش : قال المصنف (٢) : إذا تقدم الفعل على المسند إليه ، فاللغة المشهورة أن لا تلحقه علامة تثنية ولا جمع ؛ بل يكون لفظه قبل غير الواحد والواحدة كلفظة قبلهما ، ومن العرب من يوليه قبل الاثنين ألفا وقبل المذكرين واوا وقبل الإناث نونا على أنها حروف مدلول بها على حال الفاعل الآتي قبل أن يأتي كما دلت تاء : فعلت هند ؛ على تأنيث الفاعلة قبل أن يذكر اسمها والعلم على هذه اللغة قول بعض العرب : أكلوني البراغيث (٣) ، وقد تكلم بها النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : «يتعاقبون فيكم ملائكة باللّيل وملائكة بالنّهار» (٤) ، وعلى هذه اللغة قول الشاعر (٥) يرثي مصعب بن الزبير رضياللهعنهما :
١٢٣٠ ـ لقد أورث المصرين خزيا وذلّة |
|
قتيل بدير الجاثليق مقيم |
__________________
صناعة الإعراب (١ / ٢٩٧) ، ومقاييس اللغة (١ / ٢١٢) ، وابن يعيش (٣ / ٢٢) ، وشرح الشواهد للعيني (٣ / ٤٥٣) ، والخزانة (١ / ٨٣) ، (٢ / ٢٤٦) ، ويروى البيت برواية : «قارح» مكان «سانح».
وقد استشهد الفراء بالبيت على أنه لا يجوز أن يكنى بالضمير هنا كما بين في البيت السابق.
(١) التذييل (٢ / ١٤١ ـ ١٤٣) ، والمذكر والمؤنث للفراء (ص ١١٥ ، ١١٦).
(٢) انظر : شرح التسهيل (٢ / ١١٦).
(٣) ينظر : أمالي الشجري (١ / ١٣٢ ، ١٣٤) ، وشرح الجمل لابن عصفور (١ / ١٦٧) ، وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٨٤) ، وشرح الألفية للمرادي (٢ / ٦ ، ٧).
(٤) حديث شريف وهو في البخاري الباب (٢٣ ، ٣٣) من كتاب التوحيد ، وصحيح مسلم حديث (٢١٠) من كتاب المساجد ، وموطأ مالك ، حديث (٨٢) من كتاب السفر ، وابن حنبل (٢ / ٢٥٧) ، وشواهد التوضيح (ص ١٩٢).
(٥) هو ابن قيس الرقيات واسمه عبيد الله بن قيس العامري.