.................................................................................................
______________________________________________________
عنه ذكر مخبرا عنه والوصف المقيد منعا لدخول أسماء الأفعال والفعل المضارع وجمعا لنوعي المبتدأ.
والمراد هنا بالوصف ما كان كضارب أو كمضروب من الأسماء المشتقة ، وما جرى مجراها نحو : أضارب الزّيدان ، وما مضروب العمران ، والجاري مجراه باطراد نحو : أقرشيّ أبواك ، وأقرشي قومك. وقيد الوصف بسابق احترازا من نحو : الزّيدان قائم أبواهما ، وقيد أيضا برافع دون إضافة إلى فاعل ؛ ليعم الوصف الرافع فاعلا والرافع مفعولا نحو : ما مضروب العمران.
ونبه بقوله : ما انفصل على أن المرفوع بالوصف المذكور لا يسدّ مسد الخبر إلا إذا كان غير متصل بالوصف المذكور ، أي غير مستتر ، وذلك يشمل الاسم الظاهر والمضمر المنفصل.
فمثال الأول قول الشاعر :
٥٣٣ ـ أقاطن قوم سلمى أم نووا ظعنا |
|
إن يظعنوا فعجيب عيش من قطنا (١) |
ومثال الثاني قول الآخر :
٥٣٤ ـ خليليّ ما واف بعهدي أنتما |
|
إذا لم تكونا لي على من أقاطع (٢) |
ومنه في أحد الوجهين قوله تعالى : (أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ)(٣). ـ
__________________
(١) البيت من بحر البسيط ، وهو في الغزل ، ومع شهرته في هذا الباب فهو مجهول النسبة.
وشاهده واضح من الشرح.
وقوله : فعجيب : الفاء واقعة في جواب الشرط ، وعجيب خبر مقدم ، وعيش مبتدأ مؤخر ، والجملة في محل جزم جواب الشرط.
والبيت في معجم الشواهد (ص ٣٨٠). وهو في التذييل والتكميل (٣ / ٢٥٣) وفي شرح التسهيل لابن مالك.
ومثل الشاهد السابق قول الآخر (من الطويل) :
وما حسن أن يعذر المرء نفسه |
|
وليس له من سائر النّاس عاذر |
(٢) البيت من بحر الطويل ، ومع كثرة الاستشهاد به في هذا الباب فهو مجهول القائل. وقائله يذكر لصديقيه أنهما لا يرعيان حق الصداقة إلا إذا قاطعا من يقاطع وواصلا من يواصل.
وشاهده : واضح من الشرح : حيث رفع الوصف ضميرا منفصلا مكتفى به عن الخبر في قوله :
ما واف بعهدي أنتما. وخبر تكونا قوله : على من أقاطع. وقوله : لي تعليل يتعلق بالفعل الناقص قبله.
والبيت في معجم الشواهد (ص ٢٢٣) وهو في التذييل والتكميل (٣ / ٢٥٥) وفي شرح التسهيل (١ / ٢٦٩).
(٣) سورةمريم : ٤٦ ، قال أبو حيان (البحر المحيط : ٦ / ١٥٩):