قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح ابن طولون [ ج ٢ ]

36/544
*

الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) [ص : ٤٤] ، أو مضافا إلى مقترن بها ، كـ : «نعم عقبى الكرما» (١) ، وقوله تعالى : (فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) [الزمر : ٧٢].

وقد يقع مضافا إلى مضاف إلى المقترن بها ، كقوله :

١٥٨ ـ فنعم ابن أخت القوم غير مكذّب

 ...

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

ويرفعان مضمرا يفسّره

مميّز كنعم قوما معشره

كما يكون فاعلهما اسما ظاهرا ، يكون ضميرا مستترا واجب الاستتار ، يفسّره اسم بعده منصوب على التّمييز ، كقوله تعالى : (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) [الكهف : ٥٠] ، تقديره : بئس هو ، أي : البدل.

ثمّ قال رحمه‌الله تعالى :

وجمع تمييز وفاعل ظهر

فيه خلاف عنهم قد اشتهر

اختلف النحاة في جواز إظهار فاعلهما مع التّمييز ، فمنعه سيبويه وأكثر أصحابه (٣) ، وأجازه المبرّد والفارسيّ (٤) ، وهو / الحقّ لورود السّماع به في نحو :

__________________

(١) فـ «نعم» فعل مدح ، و «بمعنى» فاعله ، و «الكرما» جمع «كريم» مضاف إليه والمخصوص بالمدح محذوف ، أي : الجنة ، والجملة محكية بقول مقدر مجرور بالكاف.

انظر المكودي مع ابن حمدون : ١ / ٢٣٧ ، إعراب الألفية : ٨١.

١٥٨ ـ من الطويل ، لأبي طالب عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من قصيدة له في ديوانه (ورقة : ٣) يمدح فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويذكر فيها مقاطعة قريش لهم ، وهي من أجود الشعر ، وعجزه :

زهير حسام مفرد من حمائل

الحسام : السيف القاطع. الحمائل : جمع حمالة وهي علاقة السيف. زهير : هو أحد الخمسة الذين سعوا في نقض الصحيفة التي تعاقدت فيها قريش على قطيعة بني هاشم. والشاهد في قوله : «فنعم ابن أخت القوم» حيث جاء فاعل نعم مظهرا مضافا إلى ما أضيف إلى المعرف بالألف واللام.

انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٩٥ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٥ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ١١٠٥ ، أوضح المسالك : ١٧١ ، الهمع (رقم) : ١٤٠٨ ، الدرر اللوامع : ٢ / ١٠٩ ، شرح ابن الناظم : ٤٦٩ ، شرح المرادي : ٣ / ٧٩ ، فتح رب البرية : ١ / ٧٩.

(٢) منهم السيرافي ، إذ لا إبهام يرفعه التمييز ، وتأولوا ما سمع ، واحتج سيبويه بأن المقصود من المنصوب والمرفوع الدلالة على الجنس ، وأحدهما كاف عن الآخر ، وأيضا فإن ذلك ربما أوهم أن الفعل الواحد له فاعلان ، وذلك أنك رفعت اسم الجنس بأنه فاعل ، وإذا نصبت النكرة بعد ذلك آذنت بأن الفعل فيه ضمير فاعل ، لأن النكرة المنصوبة لا تأتي إلا كذلك.

انظر الكتاب : ١ / ٣٠٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٩٦ ، شرح الأشموني : ٣ / ٣٤ ، الهمع : ٥ / ٣٥ ، شرح ابن يعيش : ٧ / ١٣٢ ، شرح الرضي : ٢ / ٣١٦ ، شرح ابن عصفور : ١ / ٦٠٦ ، المقرب : ١ / ٦٨.

(٣) وابن السراج والناظم وولده أيضا. انظر الإيضاح للفارسي : ١ / ٨٨ ، المقتصد للجرجاني :