ثمّ انتقل إلى ما ثالثه ياء أو ألف ، فقال رحمهالله تعالى :
... |
|
... وحتم قلب ثالث يعن |
فشمل قوله : «ثالث» الياء والألف ، وهما مستويان في وجوب قلبهما واوا ، نحو «عم وعمويّ ، وفتى وفتويّ» ، وإنّما وجب / قلب الألف في «فتى» واوا ، وأصلها الياء كراهة اجتماع الكسرة والياءات (١).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وأول ذا القلب انفتاحا ... |
|
... |
يعني : أنّ ياء المنقوص إذا قلبت (٢) واوا ـ فتح ما قبل الواو ـ كما سبق في التّمثيل ـ.
والتّحقيق : أنّ الفتح سابق للقلب (٣) ، لأنّه يفتح إذا قصد فيه النّسب ، ووجب قلب الكسرة فتحة ، كما في «عم» ، فيجب حينئذ قلب الواو والياء ألفا ، لتحرّكهما وانفتاح ما قبلهما (٤) ، فيصير كـ «فتى» ، فيقلب الألف بعد واوا ، كما قلب في «فتى».
وكذلك أيضا نحو : «قاضويّ» ، لأنّ نظيره «تغلب» (٥) ، فيفتح أيضا ضاد «قاض» ، كما تفتح لام «تغلب» عند بعض العرب (٦).
__________________
(١) في الأصل : والياء. شرح المكودي : ٢ / ١٥٠.
(٢) في الأصل : قلت. شرح المكودي : ٢ / ١٥٠.
(٣) في الأصل : للقب. شرح المكودي : ٢ / ١٥٠.
(٤) في الأصل : قبلها. شرح المكودي : ٢ / ١٥٠.
(٥) تغلب : قبيلة عظيمة تنتسب إلى تغلب بن وائل بن قاسط من أسد بن ربيعة بن نزار بن معد ابن عدنان ، وتتفرع منها فروع كثيرة.
انظر نهاية الأرب للنويري : ٢ / ٣٣٠ ، صبح الأعشى : ١ / ٣٣٨ ، الفاخر : ٧٨ ، نهاية الأرب للقلقشندي : ١٨٦ ، معجم قبائل العرب : ١ / ١٢.
(٦) فيقول : «تغلبيّ» بفتح اللام ، وفي القياس عليه خلاف : فذهب المبرد وابن السراج والرماني والفارسي والصيمري أنه جائز مطرد ، ذكره أبو حيان. وذهب الخليل وسيبويه إلى أنه شاذ مقصور على السماع ، وقال الجزولي : المختار ألا تفتح. قال أبو حيان : وفي الشرح المنسوب للصفار أن الجمهور قالوا بجواز الوجهين ، وأن أبا عمرو قال : الفتح شاذ.
انظر ارتشاف الضرب : ١ / ٢٨٥ ، الكتاب : ٢ / ٧٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٩٤٧ ، شرح الشافية للرضي : ٢ / ١٩ ، شرح ابن يعيش : ٥ / ١٤٦ ، شرح المرادي : ٥ / ١٣١ ، الهمع : ١ / ٦٥ ، وانظر التبصرة والتذكرة : ٢ / ٥٨٦ ، الأصول : ٣ / ٦٤ ، حيث إنهما لم يصرح فيهما بالاطراد.