وقال أبو أحمد
بن عديّ في الكامل : له أحاديث يرويها عن عدّة شيوخ ، وهو عندي مستقيم الحديث صدوق
، لا بأس به .
وقال العجلي :
ثقة ، عالم بالتفسير ، راوية له .
والحاصل : فإنّ
القول بوثاقة السدّي هو الأقوى ، وذلك لتوثيق الإمام أحمد والعجلي إياه ومدح باقي
الأئمة له ، ويبقى تليينه غير مفسّر فلا يعارض التوثيقات الصريحة ، خصوصا وإنّ عبد
الرحمن بن مهدي ـ وهو من أساطين الرجاليين ـ غضب حين سمع يحيى بن معين يضعف السدّي
.
وقال الحاكم في
المدخل في باب الرواة الذين عيب على مسلم إخراج حديثهم : تعديل عبد الرحمن بن مهدي
أقوى عند مسلم ممّن جرّحه بجرح غير مفسّر .
بل الذي يظهر
بوضوح هو أنّ مبعث التكلّم في السدّي كان بسبب العقائد ، فقد قال حسين بن واقد
المروزي : سمعت من السدّي فما قمت حتى سمعته يشتم أبا بكر وعمر ، فلم أعد إليه . ولذلك حمل عليه السّعدي فقال : هو كذاب شتّام .
وقد تنبه لذلك
محقّق تهذيب الكمال فأجاد بقوله : وظاهر كلام من تكلّم فيه إنّما كان بسبب العقائد
. ولعل الذهبي أيضا التفت لذلك فوثقه في كتابه «من تكلم فيه وهو موثق» وقال
: وثقة بعضهم .
فعلى ذلك يكون
هذا الطريق صحيحا بنفسه ، وإلّا فهو صحيح بغيره لوجود التابع الصحيح له فيما تقدم
وما سيأتي.
__________________