نصوص السماء لا من انتخاب المنتخبين فعلي ان وجد نصيراً من علية قريش يشجعه على مقاومة الحاكمين فانه لا يجد منهم عضداً في مسألة النصّ إذا تقدم إلى الناس يحدثهم انّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد سجل الخلافة لأهل بيته حين قال : انّي مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي الخ.
وأما الأنصار فقد سبقوا جميع المسلمين إلى الاستخفاف بتلك النصوص والاستهانة بها اذ حدث بهم الشراهة إلى الحكم إلى عقد مؤتمر في سقيفة بني ساعدة ليصفقوا على يد واحد منهم فلن يجد علي فيهم إذا استدل بالنصوص النبويّة جنوداً للقضية العادلة وشهوداً عليها لانهم إذا شهدوا على ذلك يسجلون على انفهسم تناقضاً فاضحاً في يوم واحد وهذا ما يأبونه على أنفسهم بطبيعة الحال.
وليس في مبايعة الأوس لأبي بكر أو قول من قال : لا نبايع إلا علياً مناقضة كتلك المناقضة لأن المفهوم البديهي من تشكيل مؤتمر السقيفة ان مسألة الخلاف مسألة انتخاب لا نص فليس إلى التراجع عن هذا الرأي في يوم اعلانه من سبيل.
وأما اعتراف المهاجرين بالأمر فلا حرج فيه لأنّ الأنصار لم يجتمعوا على رأي واحد في السقيفة وانّما كانوا يتذاكرون ويتشاورون ولذا نرى الحباب بن المنذر يحاول بثّ الحماسة في نفوسهم والاستمالة بهم إلى رأيه بما جلجل به في ذلك الإجتماع من كلام وهو يوضح انّهم جمعوا لتأييد فكرة لم يكن يؤمن بها إلا بعضهم.
واذن فقد كان الإمام يقدر انّه سوف يدفع الحزب الحاكم إلى انكار النصوص والاستبسال في هذا الانكار إذا جاهر بها ولا يقف إلى جانبه حينئذ صف ينتصر له في دعواه لانّ الناس بين من قادهم الهوى