وشذّ جزم بـ (إذا) فى الشّعر |
|
وليس ذاك جائزا فى النّثر |
وأدوات الشّرط كلّها ، و (إن) |
|
أصل فمعناها بكلّ مقترن |
وتقتضى فعلين شرطا وجزا |
|
ك (إن تزرنى تعط ما تنجّزا) |
والشّرط منهما الذى تقدّما |
|
والثّان منهما جوابا وسما |
وماضيين أو مضارعين |
|
تلفيهما أو متخالفين |
وكون ماض فى اختلاف سابقا |
|
أولى من العكس فكن موافقا |
ولا أخصّ العكس باضطرار |
|
لكنّه يقلّ فى اختيار |
وللمضارع انجزام ظهرا |
|
والماض لفظا فيه جزم قدرا |
وجائز رفع مضارع سبق |
|
بالماض نحو : (من زكا سعيا يثق) |
وقلّ رفع بعد شرط جزما |
|
كرفع (يدرك) فى جواب (أينما) |
ومنه قول بعضهم : (يا أقرع |
|
إنّك إن يصرع أخوك تصرع) |
وشذّ إهمال (متى) و (إن) و (لم) |
|
حملا على أشباهها من الكلم |
وشاع جزم بإذا حملا على |
|
متى وذا فى النّثر لن يستعملا |
وبإذا فى الشعر جزم ندرا |
|
وذاك فى أشعارهم قد كثرا |
(ش) لما انقضى الكلام على الأحرف الأربعة المقتضية مجزوما واحدا شرعت فى الكلام على أدوات الشرط الجازمة فعلين وهى التى أولها «إن» وآخرها «أنّى» :
نحو قوله ـ تعالى ـ : (إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ) [الإسراء : ٥٤] و (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) [النساء : ١٢٣] و (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ) [البقرة : ١٩٧] و (مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ) [الأعراف : ١٣٢] و (أَيًّا ما تَدْعُوا) [الإسراء : ١١٠] و (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ) [النساء : ٧٨].
[و] قول الشاعر : [من الطويل]
......... |
|
ولكن متى يسترفد (١) القوم أرفد (٢) |
__________________
(١) رفد فلانا : أعانه وأعطاه. ينظر : الوسيط (رفد).
(٢) عجز بيت لطرفة بن العبد وصدره :
ولست بحلال التلاع مخافة |
|
........ |
ينظر : ديوانه ص ٢٩ ، وخزانة الأدب ٩ / ٦٦ ، ٦٧ ، ٤٧١ ، والكتاب ٣ / ٧٨ ، وبلا نسبة فى شرح شذور الذهب ص ٤٣٥ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٦٠٦.