ويحتمل الوجهين قول امرئ القيس : [من الطويل]
فقلت له : لا تبك عينك إنّما |
|
نحاول ملكا أو نموت فنعذرا (١) |
وتقدير : «إلّا» و «إلى» فى موضع «أو» تقدير لحظ فيه المعنى دون الإعراب.
والتقدير الإعرابى المرتب على اللفظ أن يقدر قبل «أو» مصدر ، وبعدها «أن» ناصبة للفعل ، وهما فى تأويل مصدر معطوف بـ «أو» على المقدر قبلها ؛ فتقدير : «لأنتظرنّه أو يقدم» ليكونن انتظار أو قدوم ، وتقدير : «لأقتلنّ الكافر أو يسلم» : ليكونن قتله أو إسلامه ؛ وكذا لك العمل فى غيرهما.
ثم بينت أن «حتّى» ينتصب الفعل بعدها أيضا بـ «أن» واجبة الإضمار.
والغالب كون ما بعدها فى النصب غاية لما قبلها كقوله ـ تعالى ـ : (قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى) [طه : ٩١].
وقد تكون للتعليل ، وعلامتها أن يحسن فى موضعها «كى» نحو قولى :
....... |
|
«جد حتّى تغيظ ذا الحسد» |
ولا يكون الفعل فى الحالين إلا مستقبلا ، حقيقة أو حكما.
فإن كان حالا أو فى تقدير الحال لم يكن إلا مرفوعا ، فالحال المحقق كقولك ـ لمن تكلمه ـ : «طلبت لقاءك حتّى أحدّثك الآن» ، و «سألت عنك حتّى لا أحتاج إلى سواك» و «لقد رأى منّى أمس شيئا حتّى لا أستطيع أن أكلّمه اليوم».
والحال المقدر : أن يكون الفعل قد وقع فيقدر المخبر به اتصافه بالعزم عليه فينصب ؛ لأنه مستقبل بالنسبة إلى تلك الحال ، وقد يقدر اتصافه بالدخول فيه فيرفع ؛ لأنه حال بالنسبة إلى تلك الحال.
ومنـ [ه] قوله ـ تعالى ـ : (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ)(٢) [البقرة : ٢١٤] ، قرأه نافع
__________________
ـ والبيت بلا نسبة فى المقاصد النحوية ٤ / ٣٨٥.
(١) البيت فى ديوانه ص ٦٦ ، والأزهية ص ١٢٢ ، وخزانة الأدب ٤ / ٢١٢ ، ٨ / ٥٤٤ ، ٥٤٧ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٥٩ ، وشرح المفصل ٧ / ٢٢ ، ٣٣ ، والصاحبى فى فقه اللغة ص ١٢٨ ، والكتاب ٣ / ٤٧ ، واللامات ص ٦٨ ، والمقتضب ٢ / ٢٨ ، وبلا نسبة فى أمالى ابن الحاجب ١ / ٣١٣ ، والجنى الدانى ص ٢٣١ ، والخصائص ١ / ٢٦٣ ، ورصف المبانى ص ١٣٣ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٥٨ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٦٤٤ ، واللمع ص ٢١١.
(٢) قرأ الجمهور : «يقول» نصبا ، وله وجهان :
أحدهما : أنّ «حتى» بمعنى «إلى» ، أى : إلى أن يقول ، فهو غاية لما تقدّم من المسّ ـ