وقيل : الجميع معرب تقديرا (١).
ثم قال :
وكلّ حرف مستحق للبنا |
|
... |
يعني : أنّ الحروف كلّها مبنية ، لأنّها لا تتصرف ولا يعتقب عليها من المعاني ما تحتاج معه إلى إعراب ، وعبارته غير موفية بذلك ، لأنّه لا يلزم من استحقاق الشّيء وجوده فيه (٢) ، فإنّ الشيء قد يكون مستحقّا للشيء ويمنع منه.
ثم قال رحمهالله تعالى :
... |
|
والأصل في المبنيّ أن يسكّنا |
أصل كلّ مبنيّ ـ اسما كان أو فعلا أو حرفا ـ أن يبنى على السّكون ، ولا ينتقل عنه إلى الحركة إلا لموجب ، كالتقاء الساكنين في نحو «أمس» ، وكون الكلمة على حرف واحد كتاء «قمت» ، وكونها عرضة للابتداء (٣) بها كـ «لام» الابتداء ، وكونها لها أصل في التّمكن كـ «أوّل» ، ولشبهها بالمعرب كـ «ضرب» (٤).
وإنّما كان الأصل في البناء السّكون ، لخفّته ولأجلها (٥) دخل في الكلم الثّلاث ، الحرف (ك «هل») (٦) ، والفعل كـ «قم» ، والاسم كـ «كم».
__________________
هو سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء البلخي ثم البصري ، أبو الحسن المعروف بالأخفش ، ولد في بلخ ثم سكن البصرة ، وأخذ عن سيبويه ، وأصبح من أحذق أصحابه ، وكان الطريق إلى كتاب سيبويه حيث أنه لم يذكر أن أحدا قرأ الكتاب على سيبويه أو قرأه على سيبويه ، لكن لما مات سيبويه قرئ الكتاب على الأخفش ، توفي سنة ٢١٥ ه (وفي رواية : ٢٢١ ، وفي أخرى : ٢١٠ ه) ، له من المؤلفات : المقاييس في النحو ، الاشتقاق ، معاني القرآن ، الأوساط في النحو ، القوافي ، وغيرها.
انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٢٥٨ ، أخبار النحويين البصريين : ٥٠ ، طبقات النحويين واللغويين : ٧٢ ، إنباه الرواة : ٢ / ٣٧ ، مفتاح السعادة : ١ / ١٣٢ ، معجم المؤلفين : ٤ / ٢٣١ ، الأعلام : ٣ / ١٠١ ، معجم الأدباء : ١١ / ٢٢٤ ، روضات الجنات : ٣١٣.
(١) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٥٦ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٢٨ ، الهمع : ١ / ٥٦ ، شرح المرادي : ١ / ٦٠ ، شرح الأشموني : ١ / ٦٢.
(٢) في الأصل : وجوبه. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٩.
(٣) في الأصل : لا يبتدأ. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٥٨.
(٤) في الأصل : لضرب. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٥٨.
(٥) في الأصل : ولاجها.
(٦) ما بين القوسين ساقط في الأصل. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٥٨.