علامات الفعل التسع ولا غيرها ، ثمّ مثّله بقوله : «كهل وفي ولم» ، وأشار بتعداد الأمثلة إلى بيان أنواع الحرف.
فإنّ منها ما لا يختصّ بالأسماء ولا بالأفعال ، فلا يعمل شيئا (١) كـ «هل» ، تقول : «هل زيد أخوك» ، و «هل يقول» (٢).
ومنها ما يختصّ بالأسماء فيعمل فيها الجرّ كـ «في» (٣) ، نحو قوله تعالى : (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ) [الذاريات : ٢٢].
ومنها ما يختصّ بالأفعال فيعمل فيها الجزم ، كـ «لم» ، نحو قوله تعالى : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) [الإخلاص : ٣].
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
... |
|
فعل مضارع يلي لم كيشم |
لمّا أتى في تعريف الفعل بالعلامات التي تخصّه على الجملة وكانت الأفعال على ثلاثة أقسام : ماض ، ومضارع ، وأمر ـ أخذ يبيّن لكل فعل علامة تختصّ به ، فذكر أنّ علامة الفعل المضارع : أن يصلح لأن يلي «لم» بأن يقع بعدها ، نحو «لم يشم» والأفصح في «يشم» فتح الشّين مضارع «شمم» بكسرها.
ومتى دلّت كلمة على معنى الفعل المضارع ، ولم تقبل «لم» فهي اسم فعل كـ «أوّه» بمعنى : أتوجّع.
ثمّ قال رحمهالله :
وماضي الأفعال بالتّامز ... |
|
... |
__________________
(١) في الأصل : شيء. انظر أوضح المسالك : ٨ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٤٣.
(٢) انظر أوضح المسالك : ٨ ، وفي التصريح على التوضيح (١ / ٤٣) : «فإن منها ما لا يختص بالأسماء ولا بالأفعال فلا يعمل شيئا كـ «هل» حيث لم يكن في حيزها فعل ، فإنها تدخل على الاسم تقول : «هل زيد أخوك» بخلاف ما إذا كان في حيزها فعل فتختص به : إما صريحا نحو ـ هل قام زيد وهل يقوم» ، وإما تقديرا «هل زيد قام» فـ «زيد» فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور على حد(وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ) عند جمهور البصريين ، وبالفعل المذكور عند الأخفش والكوفيين ، ولاختصاص «هل» بالفعل ـ إذا كان في حيزها ـ وجب نصب الاسم بعدها في باب الاشتغال نحو «هل زيدا ضربته» ، ومنها ما لا يختص بالأسماء والأفعال ويعمل كـ «ما» ، ولات ، وإن المشبهات بـ «ليس».
(٣) في الأصل : في. زيادة. انظر التصريح : ١ / ٤٣.