ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وإن تعدّيا لواحد بلا |
|
همز فلاثنين به توصّلا |
والثّان منهما كثان اثني كسا |
|
فهو به في كلّ حكم ذو ائتسا |
يعني : إذا كانت «أرى وأعلم» منقولتين من «رأى» البصريّة ، و «علم» العرفانيّة ، المتعدّي كلّ منهما لواحد ـ تعدّيا بالهمزة لاثنين ، نحو «أريت زيدا الهلال» ، أي : أبصرته إيّاه ، و «أعلمت زيدا الخبر» ، أي : عرّفته إيّاه ، وليستا حينئذ من هذا الباب (١) ، ولا من الباب الّذي قبله (٢) ، لأنّ المفعول / الثّاني غير الأوّل ، فهو من باب «كسا وأعطى» ولذلك أشار بقوله :
والثّان منهما كثان اثني ... |
|
... البيت |
يعني : أنّ المفعول الثّاني من هذين المفعولين كالمفعول الثّاني من باب «كسا» في جواز الحذف لهما أو لأحدهما ، لدليل وغيره.
__________________
الباب الأول الذي قبله في المعنى ، وذلك قولك : «أرى الله زيدا بشرا أباك» و «نبأت عمرا زيدا أبا فلان» ، و «أعلم الله زيدا عمرا خيرا منك». انتهى.
وانظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٦٥ ، الهمع : ٢ / ٢٥٠ ، الأصول لابن السراج : ٢ / ٢٨٤ ـ ٢٨٥.
(٦) في الأصل : وعده.
(٧) منعه غير سيبويه كالمازني وابن الباذش وابن طاهر وابن خروف وابن عصفور. وذهب الأكثرون منهم المبرد وابن كيسان وخطاب ـ ورجحه ابن مالك ـ إلى جواز حذف الأول بشرط ذكر الآخرين ، أو حذف الآخرين بشرط ذكر الأول ، كقولك «أعلمت كبشك سمينا» بحذف المعلم أو «أعلمت زيدا» بحذف الثاني والثالث إن لم يخل الكلام من فائدة بذكر المعلم به في الصورة الأولى والمعلم في الثانية. وذهب الشلوبين إلى جواز حذف الأول فقط مع ذكر الآخرين ، نحو «أعلمت كبشك سمينا» ولا يجوز حذف الآخرين بدون الأول ، ولا حذف الثلاثة ، ولا حذف الأول وأحد الآخرين ، ولا حذف أحد الآخرين فقط. وذهب الجرمي واختاره ابن القواس إلى جواز حذف الآخرين فقط ، لأنّهما في حكم مفعولي «ظن» ، دون الأول لأنّه في حكم الفاعل.
انظر في ذلك الهمع : ٢ / ٢٥٠ ـ ٢٥١ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٦٥ ، التسهيل لابن مالك : ٧٤ ، التوطئة للشلوبين : ٢٠٧ ، المطالع السعيدة : ٢٥٤ ـ ٢٥٥ ، أصول ابن السراج : ٢ / ٢٨٥.
(١) أي : ليستا من باب «أعلم وأرى» هذا ، لأنّه معقود لما ينصب ثلاثة مفاعيل.
(٢) وهو باب «ظن» وأخواتها مما يتعدى لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر.