والإلغاء : إبطال العمل لفظا ومحلا ، لضعف العامل (١) ، والتّعليق : إبطال العمل لفظا لا محلا لمجيء ما له صدر الكلام بعده (٢).
ولا يدخل الإلغاء والتعليق في شيء من أفعال التصيير ، لقوّتها ، ولا في قلبيّ جامد ، لعدم تصرّفه ، وهو اثنان : «هب ، وتعلّم» ، فإنّهما يلزمان الأمر ، وإلى ذلك أشار بقوله :
... |
|
والأمر هب قد ألزما |
كذا تعلّم ... |
|
... |
واعترض بأنّ «تعلّم» قد يكون (٣) بمعنى : الماضي ـ كما تقدّم (٤) ـ.
وفهم منه أنّه يجوز إسنادهما إلى الضّمير المفرد المذكّر والمؤنّث ، وإلى المثنّى والمجموع ، فتقول : «هب وتعلّم يا زيد ، وهبي وتعلّمي يا هند ، ويا زيدان هباني قائما (٥) ، وتعلّماني قائما ، ويا زيدون هبوني قائما ، وتعلّموني قائما» ، فإنّ فعل الأمر صالح لذلك كلّه.
وما عداهما من أفعال هذا الباب ـ فإنّه متصرّف إلّا «هب» من أفعال التّصيير ، فإنّه ملازم للمضيّ ، ولتصاريفهنّ ما لهنّ من الإعمال والإلغاء والتّعليق من المضارع والأمر واسم الفاعل واسم المفعول والمصدر.
__________________
(١) وذلك بتوسطه بين معموليه ، فلم ينصبهما ، نحو «زيد ظننت قائم» ، أو بتأخره عن معموليه نحو «محمد قائم ظننت». وقال المرادي : الإلغاء هو ترك العمل لفظا ومعنى لغير مانع.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٣ ، شرح المرادي : ١ / ٣٧٨ ، الهمع : ٢ / ٢٢٧ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٦ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٧٩ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٥٢ ، معجم المصطلحات النحوية : ٢٠٣ ، معجم مصطلحات النحو : ٢٦٨.
(٢) وذلك كأن يقع العامل قبل «ما» النافية نحو قوله تعالى : (لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ) أو قبل قسم ملفوظ أو مقدر نحو «علمت والله إن زيدا قائم» ، و «علمت أن زيدا قائم» ، أو قبل لام الابتداء ، أو لام جواب القسم نحو «ولقد علموا لمن اشتراه» ، وكقول لبيد :
ولقد علمت لتأتينّ منيّتي |
|
إنّ المنايا لا تطيش سهامها |
أو قبل استفهام نحو (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ.) وقال المرادي : التعليق ترك العمل لفظا لا معنى لمانع.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٥٤ ، شرح المرادي : ١ / ٣٧٨ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٥٢ ، الهمع : ٢ / ٢٣٣ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٦ ، شرح الرضي : ٢ / ٢٧٩ ، معجم المصطلحات النحوية : ١٥٥ ، معجم مصطلحات النحو : ٢١٤.
(٣) في الأصل : يكو. انظر التصريح : ١ / ٢٥٧.
(٤) انظر ص ٢٨٣ من هذا الكتاب.
(٥) في الأصل : قائمان. انظر شرح المكودي : ١ / ١١٦.