الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَـرَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ) (١) حيث جعلوا الإبن المزعوم شريكاً للأب في الالوهية ، وقال سبحانه : ( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلَـثَة ) (٢).
وقال : ( اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَـنَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَآ أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وحداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَـنَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (٣) فهذه الآيات تثبت الصغرى ، أي كونهم مشركين ، وأمّا ما يدلّ على الكبرى أي عدم جواز نكاح المشركات ، فقد مرّ في كلام المانع.
يلاحظ عليه أنّ هنا أمرين :
أ ـ كون النصارى واليهود مشركين في عقيدتهم ، وهذا لاكلام فيه.
ب ـ كون المشرك الوارد في قوله ( وَلا تَنْكحُوا المُشْرِكات ) عامّاً يعمّ الوثنّيين وغيرهم ، ولكنّ هذا غير ثابت فإنّ عنوان المشرك في القرآن يختصّ بغير أهل الكتاب بشهادة المقابلة في كثير من الآيات بينهم وبين أهل الكتاب ، وإليك بعضها : ( مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَـبِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يَنْزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْر مِّنْ رَبِّكُمْ ) (٤) ، وقد عرفت تحقيق ذلك عند البحث عن حدّ الشرك والإيمان ، فلانعيد (٥).
فهذه الآية وغيرها تثبت أنّ الشرك المتّخذ موضوعاً لكثير من الأحكام
__________________
١ ـ التوبة : ٣٠.
٢ ـ المائدة : ٧٣.
٣ ـ التوبة : ٣١.
٤ ـ البقرة : ١٠٥.
٥ ـ لاحظ الآيات : آل عمران ١٨٦. المائدة ٨٢ وغيرهما أيضاً.