من عشرة آلاف بيت ؛ فى النحو واللغة والقراءات ، ومن ثبت مؤلفاته التى مرّت بنا يتبيّن لنا أن المنظوم منها يبلغ خمسة عشر مصنفا ، منها ثلاثة فى النحو ، وهى : الكافية ، فى نحو ثلاثة آلاف بيت ، والألفية فى نحو ألف بيت ، ونظم «المفصّل» الذى يبدو أنه لا ينقص عن الألفية ، وعشرة مؤلفات فى اللغة ، وهى : «إكمال الإعلام بمثلث الكلام» ؛ فى نحو ألفين وسبعمائة وخمسة وخمسين بيتا ، و «تحفة المودود» ، فى مائة واثنين وستين بيتا ، و «لامية الأفعال» فى مائة وأربعة عشر بيتا ، وأربع منظومات فى الظاء والضّاد ، و «النظم الأوجز فيما يهمز وما لا يهمز» ، و «منظومة فيما ورد من الأفعال بالواو والياء» ، ومنظومتان كبيرتان فى القراءات ، وهما : اللامية والمالكية ، ومنظومات صغيرة فى خيل السّباق ، وأسماء الذّهب والألغاز.
وبالرغم من أن نظم ابن مالك نظم علمى ؛ فإنه تميز بالسلاسة والعذوبة والرّقّة والصّفاء ؛ حتى ليبلغ أحيانا إلى الشعر العاطفى ، وابن مالك بلغ فى هذا اللون من التصنيف درجة لم يسبقه إليها سابق ، بل ولم يلحقه فيها لاحق ، وقد كان هدفه الأول من هذه المنظومات تيسير النحو والصرف واللغة والقراءات على الدارسين وطلاب العلم.
ثانيا : من حيث الموضوع :
وفى ذلك نشير إلى :
١ ـ التّيسير والتّسهيل والتلخيص فى عرض قضايا النحو. ويظهر هذا فى :
أ ـ اختياره الأسهل والأبعد عن التكلّف من الآراء والاتجاهات :
فلقد كان ابن مالك يفهم وظيفة النحو ، وهو تقويم الألسنة ، وصرفها عن الخطأ فى الكلام ، وهذا لا يتحقق إلا إذا خلت قواعده من التعقيد والتكلّف ، وقد نص فى مواضع مختلفة من كتبه على ذلك : يقول فى شرحه للتسهيل (١) عند كلامه على إعراب الأسماء الستة :
فى إعراب هذه الأسماء ـ يعنى : الأسماء الستة ـ خلاف :
فمن النحويين من زعم أن إعرابها مع الإضافة كإعرابها مجرورة ، وأن حروف
__________________
(١) شرح التسهيل لابن مالك ١ / ٤٣.