و «هنّا» فى موضع نصب على الظرفية ؛ لأنه إشارة إلى مكان.
و «حنّت» مع «أن» مقدرة قبلها فى موضع رفع بالابتداء ،
والتقدير : حنت نوار ولات هنالك حنين ؛ وهذا توجيه الفارسى.
والوجه الثانى : أن يكون «هنّا» اسم «لات» ، و «حنّت» : خبرها على حذف مضاف ؛ والتقدير : وليس ذلك الوقت وقت حنين.
وهذا الوجه ضعيف ؛ لأن فيه إخراج «هنّا» عن الظرفية وهو من الظروف التى لا تتصرف.
وفيه ـ أيضا ـ إعمال «لات» فى معرفة ظاهرة وإنما تعمل فى نكرة ؛ وهو اختيار ابن عصفور.
(ص)
وملحق بـ (ما) : (إن) النّافى لدى |
|
محمّد فيه الكسائى أنشدا |
إن هو مستوليا ـ اعلم ـ وأبو |
|
بشر بإيماء إلى ذا يذهب |
وب (إن الّذين) مع (عبادا |
|
أمثالكم) تلفى لذا اعتضادا |
(ش) لـ «إن» النافية ـ أيضا ـ اسم مرفوع ، وخبر منصوب إلحاقا بـ «ما».
نص على ذلك أبو العباس محمد بن يزيد المبرد (١) ، وأومأ سيبويه إلى ذلك دون تصريح بقوله فى «باب عدة ما يكون عليه الكلم» :
__________________
(١) قال المبرد : وأما (إن) المكسورة فإن لها أربعة أوجه ... وتكون فى معنى (ما) ...
وكان سيبويه لا يرى فيها إلا رفع الخبر ... وغيره يجيز نصب الخبر على التشبيه بـ (ليس) كما فعل ذلك فى (ما) وهذا هو القول ؛ لأنه لا فصل بينها وبين (ما) فى المعنى.
ينظر : المقتضب : ٢ / ٣٥٩.
والمبرد هو : محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدى البصرى ، أبو العباس المبرد ، إمام العربية ببغداد فى زمانه ، أخذ عن المازنى وأبى حاتم السجستانى ، وروى عنه إسماعيل الصفار ونفطويه والصولى.
كان فصيحا بليغا مفوها ، ثقة أخباريا علامة ، صاحب نوادر وظرافة ، وكان جميلا.
وقيل : كان الناس بالبصرة يقولون : ما رأى المبرد مثل نفسه.
ومن تصانيفه : معانى القرآن ، الكامل ، المقتضب ، القوافى ، إعراب القرآن ، الرد على سيبويه ، وغيرها. مات سنة ست وثمانين ومائتين (٢٨٦ ه).
ينظر : بغية الوعاة (٢ / ٢٦٩ ـ ٢٧١) ، تاريخ بغداد (٣ / ٣٨٠) ، الأعلام (٧ / ١٤٤) ، سير أعلام النبلاء (١٣ / ٥٧٦).