وشذّ زيادتها بين حرف الجر ومجروره ، كقوله :
(٧٠) ـ
سراة بنى أبى بكر تسامى |
|
على كان المسوّمة العراب |
__________________
هذا ، ومن شواهد زيادة «كان» بين الصفة وموصوفها ـ من غير أن تكون متصلة باسمها ـ قول جابر الكلابى (وانظر معجم البلدان مادة كتيفة) :
وماؤ كما العذب الّذى لو شربته |
|
شفاء لنفس كان طال اعتلالها |
فإن جملة «طال اعتلالها» فى محل جر صفة لنفس ، وقد زاد بينهما «كان».
٧٠ ـ أنشد الفراء هذا البيت ، ولم ينسبه إلى قائل ؛ ولم يعرف العلماء له قائلا ، ويروى المصراع الأول منه :
* جياد بنى أبى بكر تسامى*
اللغة : «سراة» جمع سرى ، وهو جمع عزيز ؛ فإنه يندر جمع فعيل على فعلة ، والجياد : جمع جواد ، وهو الفرس النفيس «تسامى» أصله تتسامى ـ بتاءين ـ فحذف إحداهما تخفيفا «المسومة» الخيل التى جعلت لها علامة ثم تركت فى المرعى «العراب» هى خلاف البراذين والبخاتى ، ويروى :
* على كان المطهّمة الصّلاب*
والمطهمة : البارعة التامة فى كل شىء ، والصلاب : جمع صلب ، وهو القوى الشديد.
المعنى : من رواه «سراة بنى أبى بكر ـ إلخ» فمعناه : إن سادات بنى أبى بكر يركبون الخيول العربية التى جعلت لها علامة تتميز بها عما عداها من الخيول.
ومن رواه «جياد بنى أبى بكر ـ إلخ» فمعناه : إن خيول بنى أبى بكر لتسمو قيمتها ويرتفع شأنها على جميع ما عداها من الخيول العربية ، يريد أن جيادهم أفضل الجياد وأعلاها.
الإعراب : «جياد» مبتدأ ، وجياد مضاف ، و «بنى» مضاف إليه ، وبنى مضاف و «أبى» مضاف إليه ، وأبى مضاف ، و «بكر» مضاف إليه «تسامى» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هى يعود إلى جياد ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ «على» حرف جر «كان» زائدة «المسومة» مجرور بعلى «العراب» نعت للمسومة ، والجار والمجرور متعلق بقوله تسامى.