إظهار شاذ : فإما أن تثبت فى أحد الوزنين شبهة الاشتقاق دون الآخر ، أو فيهما معا ، أو لا تثبت فى شىء منهما ؛ فإن ثبتت فى أحدهما ، فإما أن يعارضها أغلب الوزنين أولا ، فإن عارضها بمعنى أن أغلبهما يقتضى زيادة أحدهما وشبهة الاشتقاق تقتضى زيادة الآخر ؛ فالأولى الحكم بالشبهة ، لأن ارتكاب إثبات تركيب مهمل أصعب ، وقيل : الأولى الحكم بأغلب الوزنين ، وذلك كما فى رمّان ، قال الأخفش : هو فعّال ، وإن كان تركيب (ر م ن) مهملا (١) ، لأن فعّالا أكثر من فعلان ، وإن لم يعارضها ـ وذلك بتساوى الوزنين إن اتفق ذلك ، أو بكون الأغلبيّة مساعدة للشبهة فى الحكم بزيادة حرف كموظب ومعلى فإن مفعلا أكثر من فوعل وفعلى وبجعلهما فوعلا وفعلى يلزم إثبات تركيب مهمل ـ حكم بشبهة الاشتقاق اتفاقا ، فإن ثبتت شبهة الاشتقاق فيهما : فإما أن يكون أحدهما أغلب الوزنين ، أولا ، فان تساويا احتملهما ، كأرجوان (٢) ، فإن أفعلان فى القلة كأسحوان وأقحوان (٣) مثل فعلوان كعنفوان (٤) وعنظوان (٥) ، وإن كان أحدهما أغلب فإما أن يعارضه أقيس الوزنين ، أولا ، فان عارضه اختلف كما فى مورق ، وترجيح الأغلب أولى ، وخاصة فى الأعلام ؛ لأن خلاف الأقيسة
__________________
(١) هذا الذى ذكره المؤلف من أن تركيب (ر م ن) مهمل هو الموافق لما فى كتب اللغة ، لكن نقل الجار بردى عن ابن الحاجب فى شرح المفصل أنه يحتمل أن يكون رمان من «رم م» أو من «رمن» بمعنى أقام ، وعلى ذلك فلا تعارض بين الغلبة وشبهة الاشتقاق فى رمان
(٢) الأرجوان : الأحمر الشديد الحمرة ، وقال الزجاج : الأرجوان صبغ أحمر شديد الحمرة
(٣) انظر (ص ٣٤٢ من هذا الجزء)
(٤) انظر (ص ٢٥١ من الجزء الأول)
(٥) العنظوان ـ بضم أوله ، والعنظيان ـ بكسر أوله ـ : الفاحش من الرجال ، والأنثى عنظوانة وعنظيانة