المحافظة على الشريعة وهداية الناس (فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين (٨٩) أُولئك الّذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا اسئلكم عليه أجراً إن هو إلّا ذكرى للعالمين (٩٠)) الأنعام / ٨٩ ـ ٩٠ ، وقد نهض ابوه علي عليهالسلام بمشروع الهداية بعد النبي واسسه في قبال قريش المسلمة التي اضلت الامة وكفرت بالتأويل. كما كفرت قريش المشركة بالتنزيل. وهو الان على راس هذا المشروع ، ان مهمة الحسن الاساسية هي كيف يوصل مشروع ابيه الى النصف الثاني من الامة التي لم تقف عند حالة كونها جاهلة بعلي وهو الهادي بعد النبي بل تعتقد به في ضوء اعلام معاوية انه مفسد في الدين تجب البراءة منه ، ولم تقف عند العقيدة فقط بل تحولت الى جيش يهمه قتل من هو على دين علي بل من يتصل بعلي بنسب الم يقتل بسر طفلين لعبيد الله بن عباس!
يفكر الحسن كيف يفتح قلوب اهل الشام على الحقيقة ليعرفوا معاوية على حقيقته مفسدا في الدين ويعرفوا عليا هاديا الى دين الله بأمر الله ورسوله ،
وكانت أهم عقبتين بل عقدتين أمام انطلاقة المشروع هما :
العقبة الاولى انشقاق الشام : هذا الانشقاق الذي استحكم ببيعة الشاميين لمعاوية على الحكم على ما بويع عليه عثمان ، على كتاب الله وسنة النبي وسيرة الشيخية ، وهذه العقبة خلقت عدة مشكلات بعضها فِعلي والآخر تحت الرماد :
الأولى : مشكلة فقدان الأمان في الطرق الخارجية بني ولايات الدولة الإسلامية حيث انعدمت بفعل غارات جيش معاوية على الأطراف الآمنة التابعة لعلي عليهالسلام. وهذه مشكلة فعلية قائمة.
الثانية : مشكلة ثقافة العداء لعلي عليهالسلام عند أهل الشام ، فهم يعتقدون أن علياً عليهالسلام مشترك في قتل عثمان مفسد في الدين مخالف لسيرة الشيخين ، يستحق أن يُلعن ويُتبرأ منه ومن شيعته بل يستحقون أن يُستأصَلوا جميعا وهذه المشكلة فعلية ايضا.
الثالثة : مشكلة تهديد الروم البزنطيين على الجبهة الشمالية الشرقية للشام وهذه المشكلة فعلية ايضا.
الرابعة : مشكلة تحت الرماد تتمثل باحتمال أن يتبنى المنشقُّون الامويون إحياء