الصلبة التي استند إليها الحسن عليهالسلام لتحقيق أهدافه في الصلح ، وجعلت معاوية يعاني جهدا نفسيا كبيرا مدة تسع سنوات ، ليظهر بمظهر الحليم ، ويتحمل انتشار أحاديث النبي صلىاللهعليهوآله في حق علي عليهالسلام ، وانتشار سيرته المشرقة في الشام وغيرها ، ويكرم وجوه أصحابه وهم ألدّ أعدائه.
وضع معاوية في حسابه ان يبذل كل جهده لتغيير وجهة الولاء الفكري والسياسي في الكوفة الذي كان لصالح علي وولده الطاهرين عليهمالسلام ، وتحويلها إلى مدينة موالية لبني أمية ، وليس من شك انه أمر عسير جدا ، ودونه عقبات كؤود أهمها عقبتان اثنتان بعد ان تخلص من الحسين عليهالسلام وهما :
١. الجيش (١) والشرطة فان النسبة الغالبة منهم ان لم يكونوا كلهم شيعة علي عليهالسلام.
٢. الوجوه البارزة في المجتمع واغلبهم من الشيعة وفيهم رموز العلم والتقوى أمثال : حجر بن عدي الكندي وعمرو بن الحمق الخزاعي وغيرهما من الصحابة والتابعين.
الجيش والشرطة :
اعتمد معاوية في خطته لغربلة الجيش وقوى الأمن الداخلي في الكوفة من كل شيعي فيه واستبداله بشيعة بني أمية بمرحلتين أساسيتين :
ويبدو ان اهم وسيلة اعتمدها معاوية في هذه المرحلة ، هي مقاتلة الخوارج وملاحقتهم ، فان المخلصين والواعين من الشيعة كانوا يمتنعون من مقاتلة الخوارج ، للكلام المأثور عن علي عليهالسلام : (لا تقاتلوا الخوارج بعدي ، فانه ليس من طلب الحق فاخطأه كمن عرف الباطل وأصابه) (٢) ، وقال عليهالسلام : (إن خرجوا على إمام عادل
__________________
(١) كانت مجموع المقاتلة ستين ألف وكان المقاتلة الفعليون كل سنة عشرة آلاف.
(٢) قال ابن عبد البر في الاستيعاب بترجمة خالد بن عرفطة : (لما سلم الأمر الحسن لمعاوية) خرج عليه عبد الله بن أبي الحوساء في جمادي سنة ٤١ بالنخيلة ، فبعث إليه معاوية خالد بن عرفطة العذري حليف بن زهرة في جمع من أهل الكوفة (أيضا خليفة بن خياط ، تاريخ خليفة بن خياط ، تحقيق د.