قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    مغنى اللبيب [ ج ٢ ]

    337/364
    *

    أَنْفُسُهُمْ) الآية : قد أهمتهم : صفة لطائفة ، ويظنون : صفة أخرى ، أو حال بمعنى قد أهمتهم أنفسهم ظانين ، أو استئناف على وجه البيان للجملة قبلها ، ويقولون : بدل من يظنون ، فكأنه نسى المبتدأ ؛ فلم يجعل شيئا من هذه الجملة خبرا له.

    قلت : لعله رأى أن خبره محذوف ، أى ومعكم طائفة صفتهم كيت وكيت ، والظاهر أن الجملة الأولى خبر ، وأن الذى سوّغ الابتداء بالنكرة صفة مقدرة ، أى وطائفة من غيركم ، مثل «السّمن منوان بدرهم» أى منه ، أو اعتماده على واو الحال كما جاء فى الحديث «دخل عليه الصّلاة والسّلام وبرمة على النّار».

    وسألت كثيرا من الطلبة عن إعراب «أحقّ ما سأل العبد مولاه» فيقولون : مولاه مفعول ، فيبقى لهم المبتدأ بلا خبر ، والصواب أنه الخبر ، والمفعول العائد المحذوف : أى سأله ، وعلى هذا فيقال : أحقّ ما سأل العبد ربّه ، بالرفع ، وعكسه «إنّ مصابك المولى قبيح» يذهب الوهم فيه إلى أن المولى خبر ، بناء على أن المصاب اسم مفعول ، وإنما هو مفعول ، والمصاب مصدر بمعنى الإصابة ، بدليل مجىء الخبر بعده ، ومن هنا أخطأ من قال فى مجلس الواثق بالله فى قوله :

    أظلوم إنّ مصابكم رجلا

    أهدى السّلام تحيّة ظلم [٧٨٢]

    إنه برفع رجل ، وقد مضت الحكاية.

    تنبيه ـ قد يكون للشىء إعراب إذا كان وحده ؛ فإذا اتصل به شىء آخر تغير إعرابه ؛ فينبغى التحرز فى ذلك.

    من ذلك «ما أنت ، وما شأنك» فإنهما مبتدأ وخبر ، إذا لم تأت بعدهما بنحو قولك «وزيدا» فإن جئت به فأنت مرفوع بفعل محذوف ، والأصل : ما تصنع ، أو ما تكون ، فلما حذف الفعل برز الضمير وانفصل ، وارتفاعه بالفاعلية ، أو على أنه اسم لكان ، وشأنك بتقدير ما يكون ، وما فيهما فى موضع نصب خبرا