و [مما] يدل على انهم أعظم آيات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
في تصديق الكتاب العزيز في حجاج أهل نجران أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
ما [كان] يلقى الجاحدين والاعدا إلا بأرهب الآيات في قلوبهم وأبلغ [البينات] في
الاعجاز لهم ، ليتم دعوته وتعلوا كلمته ، فلو علم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
أن باقي معجزاته تقوم مقامهم في الاعجاز لهم لاتى بها وترك أهل البيت عليهمالسلام.
ويزيده بيانا قوله تعالى : (فقل
تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم)
الآية والداعي لا
يدعو نفسه وإنما يدعو غيره ، وجعله الله تعالى نفس نبيه صلى الله عليهما وآلهما
إعظاما لمحله ورفعة له على سائر خلق الله تعالى ، لان نفس رسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
اشرف الانفس وأعظمها قدرا عند الله تعالى ، فوجب له صلىاللهعليهوآلهوسلم
من الشرف والاعظام ما وجب لرسول الله كما وجب له من فرض الطاعة ما وجب لله تعالى
ولرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم
بدليل قوله تعالى : (إنما وليكم الله
ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون)
وقد تقدم اختصاصها به من عدة طرق.
وإذا كان نفس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ونفسه أشرف الانفس وله من وجوب الطاعة ما وجب لله تعالى ولرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم
فما بعد ذلك دليل يستفاد ، ولا علم يستزاد ، وفي هذاكفاية للمسترشد ونجدة
للمستنجد.
وإذا كانوا الصراط المستقيم ، والقديم
تعالى قد أوجب على كافة أمة نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم
من نسيب وصاحب أن يدعوا ربهم بالهداية إلى الصراط المستقيم ما بين الليل والنهار
في خمس صلوات ، ولم يرفع هذا الوجوب عن أحد ممن قال بالاسلام فأي وجوب ألزم من هذا
السؤال.
__________________