(وَتَوَلَّى عَنْهُمْ) أي : أعرض عنهم ، وتتام حزنه وبلغ جهوده حين لحق بيوسف أخوه ، وهيج عليه حزنه على يوسف.
[١١٨٧٧] حدثنا محمد بن العباس ثنا عبد الرحمن بن سلمة ثنا أبو زهير ثنا بعض أصحابنا عن أبي روق قال : لما احتبس يوسف أخاه بسبب السرقة ، قال : كتب إليه يعقوب : من يعقوب بن إسحاق ، بن إبراهيم خليل الله إلي يوسف عزيز فرعون ، أما بعد : فإنا أهل بيت موكل بنا البلاء ، إن أبى إبراهيم ألقى في النار فصبر فجعلها الله عليه (بَرْداً وَسَلاماً) ، وإن أبي إسحاق قرب للذبح في الله فصبر ، ففداه الله (بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) ، وإن الله كان قد وهب لي قرة عين فسلبنيه لحمي علي عظمي ، فلا ليلي ليل ولا نهاري نهار والأسير الذي في يديك بما أدعى عليه من السرق أخوه لأمه فكنت إذا ذكرت أسفى عليه قربته مني فسلا عني بعض ما كنت أجد ، وقد بلغني أنك حبسته بسبب سرقة فخل سبيله فإني لم ألد سارقا ، وليس بسارق ، السلام (١).
قوله تعالى : (وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ).
[١١٨٧٨] حدثنا أبو زرعة ثنا منجاب ، أنا بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله : (يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ) قال : يا حزنا على يوسف ـ وروى عن الضحاك وقتادة مثل ذلك.
[١١٨٧٩] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد (٢) قوله : (يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ) يا جزعا
[١١٨٨٠] حدثنا علي بن الحسين ثنا محمد بن عيسى ثنا سلمة عن ابن إسحاق (وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ) قالوا : جهلا وظلما.
[١١٨٨١] حدثنا عمرو الأودي ، ثنا وكيع عن سفيان عن سفيان الأسدي عن سعيد بن جبير قال : ما أعطيت أمة مثل ما أعطيت هذه الأمة (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) ألم تسمع إلي قول يعقوب : (يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ) ولو أعطيها أحد أعطيها يعقوب.
__________________
(١) قال ابن كثير : لا يصح : ٤ / ٣٣٠.
(٢) التفسير ١ / ٣١٩.