الوجه الخامس :
[٤٦٤٥] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا نصر بن علي ، أخبرنا أبي ، عن شعبة ، عن المغيرة ، عن إبراهيم في قوله : (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا) قال : ناس من اليهود جهزوا جيشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وروى عن قتادة أنه قال : هم اليهود.
قوله تعالى : (وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا)
[٤٦٤٦] حدثنا أبي ، ثنا سعيد بن أبي مريم ، ثنا محمد بن جعفر يعني : ابن أبي كثير ، حدثني زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ؛ أن رجالا من المنافقين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كانوا إذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغزو ، وتخلفوا عنه ، وفرحوا (بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللهِ) ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتذروا إليه ، وحلفوا ، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا. فنزلت هذه الآية : (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا).
الوجه الثاني :
[٤٦٤٧] حدثنا أحمد بن يونس بن المسيب ، ومحمد بن عمار قالا : ثنا حجاج ابن محمد قال : قال ابن جريج : وأخبرني ابن أبي مليكة ؛ أن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أخبره أن مروان قال : اذهب يا رافع لبوابة إلى ابن عباس فقل : لئن كان كل امرئ منا فرح بما أوتى أحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا ، لنعذبن أجمعين فقال ابن عباس : ما لكم وهذه؟ أما أنزلت هذه الآية في أهل الكتاب ثم تلا ابن عباس : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ) ، وتلا ابن عباس : (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا) فقال ابن عباس : سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء ؛ فكتموه وأخبروه بغيره ، فخرجوا ، وقد