وقال البصريون : لو كانت اللام بمعنى «إلّا» ، لجاز : جاءني القوم لزيدا أي : إلا زيدا ؛ ولا يلزم ما قالوا (١) ، إذ ربّما اختص بعض الأشياء ببعض المواقع ، كاختصاص «لمّا» بالاستثناء بعد النفي ؛
ومنع أبو علي في المكسورة المخففة المهملة ، من تقدير ضمير الشأن بعدها وجوّز ذلك بعضهم قياسا على المفتوحة ، وقد مرّ ذلك في باب الضمائر (٢) ؛
قوله : «وتخفف المفتوحة فتعمل في ضمير شأن مقدّر» ، قد مرّ ذلك في ضمير الشأن ، مع الخلاف في ذلك (٣) ؛ وحكى بعض أهل اللغة اعمالها في المضمر في السعة نحو قولهم : أظن أنك قائم ، وأحسب أنه ذاهب ، وهذه رواية شاذة غير معروفة ، وأمّا في الضرورة فجاء في المضمر فقط ، قال :
فلو أنك في يوم الرخاء سألتني |
|
طلاقك لم أبخل وأنت صديق (٤) ـ ٣٩٦ |
وقال :
٨٥٤ ـ بأنك ربيع وغيث مريع |
|
وأنك هناك تكون الثمالا (٥) |
قوله : «ويلزمها مع الفعل .. إلى آخره» ، قد مضى شرحه في نواصب المضارع (٦) ؛
__________________
(١) دفاع من الرضي عن مذهب الكوفيين ؛
(٢) في آخر الجزء الثاني ؛
(٣) في بحث ضمير الشأن في الجزء الثاني ؛
(٤) تقدم ذكره في باب الضمائر ، في بحث ضمير الشأن ؛ في آخر الجزء الثاني. وهو بيت مجهول القائل مع كثرة ذكره في كتب النحو ، وقوله وأنت صديق وإن كان صديق فعيلا بمعنى فاعل ، قد ترك تأنيثه حملا على فعيل بمعنى مفعول ، ومبرره أن يكون مثل ضده وهو عدو ، فعول بمعنى فاعل ؛
(٥) من شعر جنوب بنت العجلان الهذلية في رثاء أخيها عمرو بن العجلان الملقب بذي الكلب ؛ وقبله :
لقد علم الضيف والمرملو |
|
ن إذا اغبرّ أفق وهبّت شمالا |
وخلّت عن أولادها المرضعا |
|
ت ولم تر عين لمزن بلالا. |
(٦) في أول هذا الجزء ؛