وفي موضع آخر من الملحمة تعمد أن يكون قيد الوصف بالجملة الإسمية ، وهي أقوى لتحقيق هذا المعنى ، وذلك عند حديثه عن صلح الحديبية وإرسال قريش لوفد يمثلها للتفاوض وهو الذي كان على رأسه « سهيل بن عمرو » فإنّ السيّد الشامي قد أدرك ضرورة التعريف برئيس الوفد القرشي ، وأنّه لابدّ أن يكون من علية القوم ليتحقق الهدف من مجيئه قال :
وارتبكت قريشُ من هذا الخبر |
|
فأرسلت وفداً ليردعَ الخطر |
يقدمهم سهيلٌ بن عمرو |
|
وهو حكيمٌ عارفٌ بالأمرِ (١) |
فإنّ القيد لابدّ أن يكون في هذه الواقعة محققاً لكثير من الفائدة ، لأن قارىء التأريخ لابدّ أن يعرف هذا الرجل الذي بعثه أهل مكة ليكون ممثلاً لهم في حوار مع الرسول صلىاللهعليهوآله وهم أعرف الناس به ، لهذا تعمد السيّد الشامي أن يصف شخص سهيل بجملة إسميّة « وهو حكيم عارف بالأمر » فيها أكثر من خبر إضافة إلى استعمال الضمير « هو ».
هذه الصورة جعلت القارىْ على بينة من شخص « سهيل » حقّقها عنصر الزيادة أو قيد التبعية كما ذكرنا.
وجاء بقيود أخرى ذات دلالات مختلفة تظافرت لإبراز المعنى المقصود الذي توخاه في حديثه عن واقعة فتح خيبر ، والإشارة إلى الواقعة المعروفة المتمثلة في بعث الرسول صلىاللهعليهوآله لأبي بكر لفتح الحصن وعودته دون تحقيق الهدف ، ثمّ إرساله لعمر بن الخطاب وعودته معتذراً ، عندها قال الرسول قولته الشهيرة : « لأعطينّ الراية غداً رجلاً يجبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله كرّار غير فرار » حيث أعطى الراية للإمام علي عليهالسلام. لقد صور السيّد الشامي هذا القول بالبيت التالي :
__________________
(١) القوافل ١ / ٦٧.