وفاء
أم البنين عليهاالسلام وابناؤها
كان أمير المؤمنين عليهالسلام دائم السهر في طاعة الله ، أحيى ليالي عمره الشريف بالمناجاة مع خالق البريات ... بيد أنّ لسهره ليلة التاسع عشر من شهر رمضان نكهة خاصة ، فقد سهر في تلك الليلة فأكثر الخروج والنظر إلى السماء وهو يقول : «والله ما كذبت ولا كذبت وإنّها الليلة التي وعدت بها».
وكأنّ أم البنين عليهاالسلام ترقب الموقف بقلب واجف وجل وتقول لأمير المؤمنين عليهالسلام : ماذا حدث لك يا أمير المؤمنين ، أهذه الليلة من ليالي القدر التي وعدت؟
فيجيبها الامام عليهالسلام : أوصيك بولدك العباس لا يتركن أخاه الحسين يوم يبقى وحيداً فريداً لا ناصر له ولا معين.
فلما طلع الفجر فقام يخرج فاستقبله الأوز فصحن في وجهه فقال : دعوهن فانهن صوائح تتبعها نوائح ، وتعلقت حديدة على الباب في مئزره فشدّ إزاره وهو يقول :
أشدد حياز يمك للموت فان الموت لاقيك |
|
ولا تجزع من الموت إذا حلّ بواديك (١) |
__________________
(١) البحار ٤٢ / ٢٣٨.