وأنها كانت من المخدرات المستورات ولا
يمكن للراوي والمؤرخ أن يخرق خدرها ويتصيد أخبارها ، فكيف يروى لنا التاريخ قصة
محجوبة لا تصل العيون إلى ظلها وأشباح شخصها؟!
أضف إلى أنها لم تكن من بنات الطواغيت
الذين يطبل لهم المؤرخ المتملق أو الراوي المتزلّف ، ودخلت بيت أمير المؤمنين عليهالسلام الذي ظلمه التاريخ
في كلّ تفاصيل حياته وبكلّ ما يمت إليه بصلة من قريب أو بعيد «وقد أخفى العدو
فضائله حنقاً وحسداً وأخفاها محبه خوفاً وخرج من بين ذين وذين ما طبق الخافقين» ، وأُم
البنين عليهاالسلام
وأبناؤها مفردة من المفردات المنسوبة لأمير المؤمنين عليهالسلام.
ولهذا حاول المؤلف أن يستوعب حياة هذه
المحجوبة المستورة بالرغم من العوائق والعراقيل وندرة النصوص ، فكان كتابه من بين
ما رأيت مما كتب في أُم البنين عليهاالسلام
أكثر شمولية وسعة واستيعاباً ، ولربما كان هذا سبب حدى بالمؤلف للاستطراد أحياناً
والجنوح بعيداً عن الموضوع الذي ألّف الكتاب لأجله.
ولما كان هذا اللون من الاستطراد بعيد
عن ذوق القارئ العربي من جهة وشرود بذهنه عن الموضوع بالكلية اضطررنا إلى حذفه
وحذف المكرر من المطالب والقصص التي تكررت دون مبرر.
ولربما استبدلنا بعض القصص والروايات في
مواضع محدودة بغيرها مما هو أنسب وأوثق وأجمل.
وأضفنا على الكتاب في عدة مواضع داخل
الفصول وأضفنا إليه بعض العناوين والمطالب من قبيل «شريكات أُم البنين عليهاالسلام» وبعض مراثي أُم
البنين وغيرها.
وقد استأذنت في ذلك كله المؤلف حفظه
الله ورعاه ، وهو من المؤلفين المعروفين والموالين لأهل البيت عليهمالسلام فجزاه الله خيراً عن
أُم البنين عليهاالسلام
وعن ابنائها المستشهدين بين يدي الحسين وعن زوجها أمير المؤمنين عليهالسلام.