.................................................................................................
______________________________________________________
يظهر فيه قائمنا أهل البيت وولاة الأمر ويظفّره الله تعالى بالدجّال ، فيصلبه على كناسة الكوفة. وما من يوم نوروز إلّا ونحن نتوقّع فيه الفرج ، لأنه من أيّامنا حفظه الفرس وضيّعتموه. ثمَّ إنّ نبيّا من أنبياء بني إسرائيل سأل ربّه أن يحيي القوم الّذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فأماتهم الله تعالى ، فأوحى إليه أن صبّ عليهم الماء في مضاجعهم ، فصبّ عليهم الماء في هذا اليوم ، فعاشوا وهم ثلاثون ألفا ، فصار صب الماء في يوم النيروز سنّة ماضية لا يعرف سببها إلّا الراسخون في العلم. وهو أوّل يوم من سنة الفرس.
قال المعلّى : وأملى عليّ ذلك ، فكتبته من إملائه (١).
وعن المعلّى أيضا قال : دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) في صبيحة يوم النيروز. فقال : يا معلّى أتعرف هذا اليوم؟ قلت : لا ، ولكنّه يوم يعظّمه العجم ، يتبارك فيه. قال : كلّا والبيت العتيق الذي ببطن مكّة ما هذا اليوم إلّا لأمر قديم ، أفسّره لك حتّى تعلمه. قلت : لعلمي هذا من عندك أحبّ إليّ من ان تعيش أترابي ويهلك الله أعداء كم (امواتي وتموت أعدائي) قال : يا معلّى يوم النيروز ، هو اليوم الذي أخذ الله فيه ميثاق العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، وأن يدينوا برسله وحججه وأوليائه ، وهو أوّل يوم طلع فيه الشمس ، وهبّت فيه الرياح اللّواقح ، وخلقت فيه زهرة الأرض. وهو اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح (عليه السلام) على الجودي ، وهو اليوم الذي أحيا الله فيه القوم الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثمَّ أحياهم ، وهو اليوم الذي هبط فيه جبرئيل (عليه السلام) على النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وهو اليوم الذي كسر فيه إبراهيم
__________________
(١) رواهما العلّامة المجلسي قدس سره بسند واحد مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ. لاحظ البحار : ج ٥٩ ، ص ٩١ ، باب ٢٢ ، يوم النيروز وتعيينه وسعادة أيام شهور الفرس والروم ، ونحوستها ، حديث ١.