ولا كذلك في
الثاني : فإن كان هاهنا سبب أول لجميع الموجودات ، كان
علمه محيطا بجميعها على هذا الوجه ؛ إذ لا يخلو موجود من سبب حتى وجود تبنة في لبنة ، وحتى مقام زيد في داره.
فإن قيل : فهل
يعلم أنه الآن يعدم؟ فنقول يعلم هذا كما يعلم الآن ، فإن علمه الآن لا يكون من خارج ، بل من أسبابه المخصّصة ، ويعلم أنه لم هو مشار إليه.
(١٠٩١) كل حركة فإلى غاية ؛ فالمكانية إلى حيّز أو مكان ثابت
موجود ، والمقدارية إلى حد مقداري ثابت موجود ؛ والحركة في النمو مقدارية ، فهي إلى غاية مقدارية ؛ وشبه
جالينوس ذلك بشيء من الأمعاء تلعب به الصبيان ، فينفخون فيه حتى يقف قبوله للنفخ.
والأجزاء الأصلية في بدن الحيوانات والنبات هي الغاية ، ومثلها مثل الجزء من الأمعاء. والنامي غير ثابت الشخص.
ولما كان الحركة
الوضعية غير ثابتة ، فلم يجز أن يكون وضع ثابت إليه يتحرك ، كان موجودا في نفس الفلك وضعا بعد وضع غير ثابت ، والثابت الإمام هو المفارق ،
والجسم المحوي باعتبارين مختلفين على ما حقق ، حتى لو لم يكن الجسم [المحوي
هو الأرض] لم يجز وجود وهم جزئي إليه تكون الحركة.
وفي حركة النمو لا
يصلح أن تكون الغاية موجودة في القوة المحركة ، أعني القوة التي
في الجسم النامي ، لأن الجسم النامي سيّال ، ولا يصح أن تجتمع فيه هيئة
الثبات وهيئة الحركة.
__________________