(٨٤٣) وهذا معنى قولهم : «إن ماهيّته إنيّته» أي ليست إنيّته أمرا غريبا عن حقيقته
داخلا عليه ومستفادا من غيره ، ولا لأجل غاية خارجة عن ذاته هو غير ذاته هو على
ذلك ـ أي موجودا ـ فيكون ذاته وجوده ، إذ كان الوجود هو الأمر الذي به يكون على الوصف المذكور ، والأول ذاته هو الأمر [٨١
ب] الذي هو به على الوصف المذكور ، فليس إذن إنيّته غير ماهيّته.
والموجود إذا كان وصفه بأنه موجود هو على الشرائط المذكورة وكان بذلك متميّزا عن ساير
الموجودات فإنه يخصّ باسم «واجب الوجود» ، كما أن القادر
إذا كان وصفه بأنه قادر على الشرائط المذكورة في قادريّة الأول وكان بذلك متميّزا عن ساير القادرين فإنّه يخصّ باسم «القادر بذاته» ،
وكذلك في المريد يقال : «إنه المريد بذاته» ، وفي الحيّ «إنه الحيّ بذاته»
، وفي العاقل «إنه العاقل بذاته» وفي الحقّ «إنّه الحقّ المحض» ، وفي الخير «إنه
الخير المحض» ، وفي الجواد «إنه الجواد الحق» وفي الواحد «إنه الفرد والأحد الحق ».
(٨٤٤) [العقل البسيط في الأول هو ذاته ، بخلاف [العقل البسيط الذي فينا ؛ وكما
يلزم] العقل البسيط الذي يحصّل لنا المعقولات المفصّلة فكذلك يلزم] العقل البسيط في الأول الذي هو ذاته لوازمه التي هي المعقولات المفصّلة ، وهذه اللوازم هي هيئات في الأول لا على السبيل الانفعالي ـ بل على السبيل الفعلي.
__________________
__________________