(٥٧٩) س ط ـ سئل عن قوله : «إن النظر في الألفاظ تدعوا إليه
الضرورة». ثم
قوله : «و ليس للمنطقي ـ من حيث هو منطقيّ ـ شغل أوّلي بالألفاظ»
فعورض بأن هذا ظاهر التناقض.
(٥٨٠) ج ط ـ الصنائع النظريّة والصنائع العملية قد يكون فيها
امور يتوجه إليها القصد الأول ، ويكون [٤٧ ب] الشغل الأولي موقوفا عليها ثم يقع
إلى غير ما إليه القصد الأولي ضرورة . مثال هذا حصول
البيت ، فإنه يستدعي امورا خارجة عن الغرض للضرورة ، مثل استيجار الأجير واتّخاذ آلات. . ومثاله في
العلوم أن الغرض في تعلّم الهندسه هي الخطوط والسطوح والأشكال العقليّة الحقيقية ،
ثم تقع الضرورة إلى تحييل ذلك بخطوط هي غير خطوط ، ومستقيمات هي غير مستقيمات ،
ودواير هي غير دواير فينكر. هذا.
(٥٨١) أو أن أقرّ بأن الضرورة تدعوا إليه بجعل الداخل بالضرورة هو
الذي الشغل الحقيقي به ، والغرض الأوليّ فيه ؛ وبعد هذا فقد وقع سهو من جهة اخرى ،
وسببه إغفال في أمر العكس.
(٥٨٢) أما
السهو فأدلّ عليه ، وأما الإغفال فإذا شاء شافهته به ؛ وذلك لأنه ليس إذا كان شيئا ضروريا في صناعة وجب أن يكون كل ضروري في الصناعة ذلك الشيء ، بل يجوز أن
يكون المقصود في الصناعة معنى أعم من ذلك الشيء ومن غيره ، ويكون هو المقصود الأولي. ثم
يحوج ضرورة التفصيل إلى أن تشتغل الصناعة اشتغالا ثانيا بذلك الجزء.
(٥٨٣) وبعد هذا فتأمّل ما قلته في ذلك الكتاب ، وانظر في وجهي
الضرورة
__________________
__________________