(٤٤١) ثم إن كان الشاعر بنفسك قوة هي في نفسك وقائمة بها فيكون
وجود نفسك بقوتها لنفسك ، ويرجع علي نفسها مع القوة ولا يكون لغيرها ، وإن كانت تلك القوة
قائمة بجسم ، ونفسك غير قائمة في ذلك الجسم ؛ فيكون الشاعر ذلك الجسم بتلك القوة
لشيء مفارق بصور اخرى ، ولا يكون هناك شعور بذاتك بوجه ، ولا إدراك لذلك بخصوصيّتها ، بل يكون جسم ما يحسّ بشيء غيره ، كما تحسّ بيدك ورجلك .
(٤٤٢) وإن كانت نفسك بتلك القوة [٣٨ آ]
قائمة في ذلك الجسم فتكون النفس وقوتها وجودهما لغيرهما ، فلا تكون النفس بتلك
القوة تدرك ذاتها ولا ذلك الجسم ، لأن ماهية القوة والنفس معا لغير هما ـ وهو ذلك
الجسم ـ
وإن كان جوهر
النفس هو القوة التي بها تدرك فليسا يفترقان ـ فهل هاهنا جواب
أبين منه ، أم لا؟
كل هذا حق مبين.
(٤٤٣) قيل : «إنّا نعقل أنفسنا ، وكل ما يعقل شيئا فحقيقته حاصلة
له ، فحقيقة ذاتنا حاصلة لنا» فما معنى قوله : «ما يعقل شيئا حقيقته حاصلة
له»؟
ج ط ـ الجواب ما
تقدّم.
(٤٤٤) وما
يدرينا أن شعورنا بذاتنا هو تعقّلنا له؟ فعسى هو إدراك آخر
__________________
__________________