المقدمة
هذا الكتاب حلقة من سلسلة الخزانة اللغويّة التي تصدرها دار الكتب العلميّة بإشراف الدكتور اميل بديع يعقوب ، ولذلك نهجت فيه نهج السلسلة بكاملها من ترتيب المصطلحات وفق الترتيب الألفبائيّ ، إلى طريقة معالجة هذه المصطلحات نفسها ، إلى نظام الإحالة ، وإلى غير ذلك من أمور تتعلّق بالمنهج ، وطبيعة العمل.
والصرف من أهمّ علوم العربيّة ، وأصعبها. والذي يبيّن أهمّيّته احتياج جميع المشتغلين بالعربيّة إليه أيّما حاجة ، لأنّه ميزان العربيّة ، فاللغة يؤخذ جزء كبير منها بالقياس ، ولا يعرف القياس إلّا كلّ من درس التصريف. و «كان ينبغي أن يقدّم علم التصريف على غيره من علوم العربيّة ، إذ هو معرفة ذوات الكلم في أنفسها من غير تركيب. ومعرفة الشيء في نفسه قبل أن يتركّب ينبغي أن تكون مقدّمة على معرفة أحواله التي تكون له بعد التركيب ، إلّا أنّه أخّر للطفه ودقّته ، فجعل ما قدّم عليه من ذكر العوامل توطئة له ، حتى لا يصل إليه الطالب إلّا وهو قد تدرّب وارتاض للقياس» (١).
أمّا غموضه فمتأتّ مما يتضمّنه من إعلال ، وإبدال ، وإدغام ، ووجوب معرفة الحروف الزوائد ، وكثرة أوزان الفعل ، وأوزان الاسم ، وكثرة الشّذوذ ، واختلاف الآراء ، وتعدّد المذاهب ، وكثرة المصطلحات ...
وحاولت التبسيط في كتابي هذا ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، وذلك سواء بإيراد الأمثلة ، أم بطريقة الشرح ، أم بإيراد تفصيلات المسألة الواحدة.
ولقد اعتمدت على عدد من المصادر والمراجع ، إلّا أنّني أكثرت من الاعتماد على
__________________
(١) ابن عصفور : الممتع في التصريف ص ٣٠ ـ ٣١.