«أكثر» ، و «أشدّ» ، ونحوهما ، نحو : «الثلج أكثر بياضا من القطن» ، و «الشاعر أبعد تخيّلا من الناشر».
٤ ـ أحواله : لاسم التفضيل أربع حالات ، هي :
أ ـ تجرّده من «أل» والإضافة : إذا تجّرد من «أل» والإضافة التزم الإفراد والتذكير ، ووجب إدخال «من» على المفضّل عليه ، نحو : «زيد أفضل من زياد» و «مريم أفضل من زينب» ، وهؤلاء أفضل من تلك» و «هاتان أفضل من هاتين» و «المتعلّمات أفضل من الجاهلات». وقد تكون «من» مقدّرة كقوله تعالى : (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى)(١) أي خير من الحياة الدنيا وأبقى منها. وقد اجتمع إثباتها وحذفها في قوله تعالى (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً)(٢) أي وأعزّ منك نفرا. ويجب عدم تقديم اسم التفضيل على «من» ومجرورها ، فلا يقال مثلا : «من زيد أفضل سمير» ، ولا «زيد من سمير أفضل» إلّا إذا كان المجرور بها اسم استفهام ، أو مضافا إلى اسم استفهام ، نحو : «ممّن أنت أفضل؟».
وقد ورد التقديم شذوذا في قول الشاعر :
وإنّ عناء أن تناظر جاهلا |
|
فيحسب ـ جهلا ـ أنّه منك أعلم |
والأصل : أنّه أعلم منك.
ب ـ المقترن بـ «أل» : إذا اقترن أفعل التفضيل بـ «أل» وجب حذف «من» ، ووجبت مطابقته لما قبله إفرادا وتثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا ، نحو : «هو الأفضل» و «وهي الفضلى» ، و «هما الأفضلان» و «هم الأفضلون» و «هنّ الفضليات».
ج ـ إضافته إلى النكرة : في هذه الحالة وجب إفراده وتذكيره ، ووجب حذف «من» ، نحو : «سمير أفضل زائر» و «مريم أفضل امرأة» ، و «هذان أجمل رجلين» و «هؤلاء أفضل رجال» ، و «المتعلّمون أفضل رجال» و «المثقّفات أفضل نساء». ويشترط هنا أن يكون «المفضّل» جزءا من المفضّل عليه ، فلا يجوز القول : «سمير خير البنات».
د ـ المضاف إلى معرفة : في هذه الحالة تحذف «من» ، فلا يقال مثلا : «فلان أفضل القوم من فلان». ويجوز إفراده وتذكيره ، كالمضاف إلى نكرة ، ومطابقته لما قبله إفرادا وتثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا كالمقترن بـ «أل». وقد اجتمع الاستعمالان في الحديث الشريف : ألا أخبركم بأحبّكم إليّ ، وأقربكم منّي مجالس يوم القيامة ، أحاسنكم أخلاقا ، الموطّئون أكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون». والأفصح التزام الإفراد والتذكير. ويشترط هنا أن يكون «المفضّل» بعضا من «المفضّل عليه». أمّا إذا كان اسم التفضيل عاريا من معنى المفاضلة ، فإنّ
__________________
(١) الأعلى : ١٧.
(٢) الكهف : ٣٤.