الياسرون
ـ هم الذين يتضاربون
بالقداح على الجزور
ـ والفالج القاهر والغالب ـ يقال فلج
عليهم وفلجهم ـ وقال الراجز.
لما رأيت فالجا قد
فلجا
٩ ـ وفي حديثه عليهالسلام
كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ
اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّه ـ صلىاللهعليهوآله
فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْه.
ومعنى
ذلك أنه إذا عظم الخوف من العدو ـ واشتد عضاض الحرب ـ فزع المسلمون إلى قتال رسول الله صلىاللهعليهوآله بنفسه ـ فينزل الله عليهم النصر به ـ
ويأمنون مما كانوا يخافونه بمكانه.
وقوله
إذا احمر البأس ـ كناية عن اشتداد الأمر ـ وقد قيل في ذلك أقوال ـ أحسنها أنه شبه
حمي الحرب ـ بالنار التي
تجمع الحرارة والحمرة بفعلها ولونها ـ ومما يقوي ذلك ـ قول رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد رأى مجتلد الناس ـ يوم حنين
وهي حرب هوازن ـ الآن حمي الوطيس ـ فالوطيس مستوقد النار ـ فشبه رسول الله صلىاللهعليهوآله ما استحر من جلاد القوم ـ
باحتدام النار وشدة التهابها.
انقضى
هذا الفصل ورجعنا إلى سنن الغرض الأول في هذا الباب.
٢٦١
ـ وقَالَ عليهالسلام لَمَّا بَلَغَه
إِغَارَةُ أَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ عَلَى الأَنْبَارِ ـ فَخَرَجَ بِنَفْسِه مَاشِياً
حَتَّى أَتَى النُّخَيْلَةَ ـ وأَدْرَكَه
النَّاسُ وقَالُوا ـ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَحْنُ نَكْفِيكَهُمْ ـ فَقَالَ :
مَا تَكْفُونَنِي أَنْفُسَكُمْ ـ
فَكَيْفَ تَكْفُونَنِي غَيْرَكُمْ ـ إِنْ كَانَتِ الرَّعَايَا قَبْلِي لَتَشْكُو
حَيْفَ رُعَاتِهَا ـ وإِنَّنِي الْيَوْمَ لأَشْكُو حَيْفَ رَعِيَّتِي ـ كَأَنَّنِي
الْمَقُودُ
وهُمُ الْقَادَةُ ـ أَوِ الْمَوْزُوعُ وهُمُ الْوَزَعَةُ !