مَا لَا تُنْفِدُه (١٠١٣) مَطَالِبُ الأَنَامِ ـ لأَنَّه الْجَوَادُ الَّذِي لَا يَغِيضُه (١٠١٤) سُؤَالُ السَّائِلِينَ ـ ولَا يُبْخِلُه (١٠١٥) إِلْحَاحُ الْمُلِحِّينَ.
صفاته تعالى في القرآن
فَانْظُرْ أَيُّهَا السَّائِلُ ـ فَمَا دَلَّكَ الْقُرْآنُ عَلَيْه مِنْ صِفَتِه فَائْتَمَّ بِه (١٠١٦) واسْتَضِئْ بِنُورِ هِدَايَتِه ومَا كَلَّفَكَ الشَّيْطَانُ عِلْمَه ـ مِمَّا لَيْسَ فِي الْكِتَابِ عَلَيْكَ فَرْضُه ـ ولَا فِي سُنَّةِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله وأَئِمَّةِ الْهُدَى أَثَرُه ـ فَكِلْ (١٠١٧) عِلْمَه إِلَى اللَّه سُبْحَانَه ـ فَإِنَّ ذَلِكَ مُنْتَهَى حَقِّ اللَّه عَلَيْكَ ـ واعْلَمْ أَنَّ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ هُمُ الَّذِينَ أَغْنَاهُمْ ـ عَنِ اقْتِحَامِ السُّدَدِ (١٠١٨) الْمَضْرُوبَةِ دُونَ الْغُيُوبِ ـ الإِقْرَارُ بِجُمْلَةِ مَا جَهِلُوا تَفْسِيرَه مِنَ الْغَيْبِ الْمَحْجُوبِ ـ فَمَدَحَ اللَّه تَعَالَى اعْتِرَافَهُمْ بِالْعَجْزِ ـ عَنْ تَنَاوُلِ مَا لَمْ يُحِيطُوا بِه عِلْماً ـ وسَمَّى تَرْكَهُمُ التَّعَمُّقَ ـ فِيمَا لَمْ يُكَلِّفْهُمُ الْبَحْثَ عَنْ كُنْهِه رُسُوخاً ـ فَاقْتَصِرْ عَلَى ذَلِكَ ـ ولَا تُقَدِّرْ عَظَمَةَ اللَّه سُبْحَانَه عَلَى قَدْرِ عَقْلِكَ ـ فَتَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ هُوَ الْقَادِرُ الَّذِي إِذَا ارْتَمَتِ الأَوْهَامُ (١٠١٩) لِتُدْرِكَ مُنْقَطَعَ (١٠٢٠) قُدْرَتِه ـ وحَاوَلَ الْفِكْرُ الْمُبَرَّأُ (١٠٢١) مِنْ خَطَرَاتِ الْوَسَاوِسِ ـ أَنْ يَقَعَ عَلَيْه فِي عَمِيقَاتِ غُيُوبِ مَلَكُوتِه ـ وتَوَلَّهَتِ الْقُلُوبُ إِلَيْه (١٠٢٢) لِتَجْرِيَ فِي كَيْفِيَّةِ صِفَاتِه ـ وغَمَضَتْ (١٠٢٣) مَدَاخِلُ الْعُقُولِ فِي حَيْثُ لَا تَبْلُغُه الصِّفَاتُ ـ لِتَنَاوُلِ عِلْمِ ذَاتِه رَدَعَهَا (١٠٢٤) وهِيَ تَجُوبُ مَهَاوِيَ (١٠٢٥) سُدَف (١٠٢٦)ِ الْغُيُوبِ مُتَخَلِّصَةً إِلَيْه سُبْحَانَه