أغراضه :
١ ـ تقرير الحكم الواقع على المتبوع ورفع الاحتمال عنه.
٢ ـ تقوية هذا الحكم بتعيين المراد ، فكأنّ الحكم ذكر مرّتين.
٣ ـ إذا أفاد الثاني ايضاحا للأول يصح أن يتّحد لفظ البدل والمبدل منه ، لذلك لا يصح القول «يا تيم تيم أنت المحسن الحقّ». ويشكل البدل والمبدل منه ما يسمى «المركب البدليّ».
٤ ـ هو التّابع الوحيد المقصود بالحكم ، أمّا التوابع الأخرى : النعت ، التوكيد ، العطف ، فليست مقصودة بالحكم.
أنواعه : بدل كلّ من كلّ. بدل بعض من كلّ.
بدل اشتمال. البدل المباين. بدل كل من بعض.
أحكامه : يجب أن يتبع البدل المبدل منه في كل حالات الإعراب رفعا ونصبا وجرّا ولا يلزم اتباعه له في التّصريف والتّنكير. فقد يكونان معرفتين ، كقوله تعالى : (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)(١) «الله» : بدل من كلمة «العزيز» والكلمتان معرفتان.
وقد تبدل النكرة من المعرفة كقوله تعالى :لنسفعن (بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ)(٢) «ناصية» نكرة هي بدل من «الناصية». أما من جهة الإفراد والتّثنية والجمع والتّذكير والتأنيث فيجب أن يطابق التّابع المتبوع في بدل الكل من الكل ما لم يمنع مانع ، كأن يكون أحدهما مصدرا لا يثنى ولا يجمع.
البدل
لغة : اسم من بدل الشيء : اتخذ عوضا عنه.
واصطلاحا : هو من معاني حروف الجرّ. «من» و «الباء» و «عن» ، مثل قوله تعالى : (أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ)(٣) أي : بدلا من الآخرة. كقول الشاعر :
فليت لي بهم قوما إذا ركبوا |
|
شنّوا الإغارة فرسانا وركبانا |
أي ليت لي بدلا منهم .. وكقوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً)(٤) وكقوله تعالى : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً حَدائِقَ وَأَعْناباً)(٥) وفيه : «مفازا» نكرة «حدائق» بدل منها نكرة أيضا. وكقول الشاعر :
وكنت كذي رجلين رجل صحيحة |
|
ورجل رمى فيها الزّمان فشلّت |
والغالب أنّ البدل في كل أنواعه يرتبط بما بعده فيطابقه في حالتي التذّكير والتّأنيث ، مثل : إنّ الفتى عينيه جميلتين وإن الفتاة وجهها جميل.
ويجوز عدم المطابقة ، كقول الشاعر :
إنّ السّيوف غدوّها ورواحها |
|
تركت هوازن مثل قرن الأعضب |
وفيه جاء الفعل «تركت» مؤنثا مراعاة للمبدل منه «السيوف».
٥ ـ ملاحظات :
١ ـ قد يتّحد البدل والمبدل منه إذا كان في لفظ البدل زيادة إيضاح ، كقوله تعالى : (وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى
__________________
(١) من الآيتين ١ و ٢ من سورة إبراهيم.
(٢) من الآيتين ١٥ و ١٦ من سورة العلق.
(٣) من الآية ٣٨ من سورة التوبة.
(٤) من الآية ٤٨ من سورة البقرة.
(٥) من الآيتين ٣١ و ٣٢ من سورة النّبأ.