الجبل؟ فتنصبه ، على معنى الظرف. قال الشاعر : (١)
أتوعدني ، بقومك ، يابن حجل؟ |
|
أشابات تخالون العبادا |
جمعت حصن ، وعمرو |
|
وما حصن ، وعمرو ، والجيادا؟ (٢) |
أراد : وما كان حصن وعمرو مع الجياد؟ فلمّا حذف «مع» ، وأضمر «كان» ، نصب. وقال آخر (٣) :
وما أنا والشّرّ في متلف |
|
يبرّح بالذّكر ، الضّابط؟ |
فكأنّه قال : كيف أكون مع الشّرّ؟
وتقول : كن أنت وزيد في موضع واحد. وإذا جاؤوا بالحروف التي ترفع لم يتكلّموا فيها إلّا الرفع ، مثل قولك : ما فعلت أنت وزيد؟ ما أنت والماء لو شربته؟ ما أنت والأسد لو لقيته؟
وأما «هذا» وأشباهه فهم ينصبون [بها] خبر المعرفة ، ويرفعون خبر النكرة. وأما قول الله ، جلّ وعزّ ، في «الأحقاف» : (٤) (قالُوا : هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا) عارض نكرة ، وممطرنا معرفة ، ولا ينعت معرفة بنكرة ، ولا نكرة بمعرفة. فهذا معناه : هذا عارض ممطر لنا. وأما قوله ، في «الأحقاف» :
__________________
(١) الكتاب ١ : ١٥٣ والمحتسب ١ : ٢١٥ و ٢ : ١٤ وأمالي ابن الشجري ١ : ٦٦ والبحر ٣ : ٥١٩ والأشابات : الأخلاط من الناس. وانظر الورقة ٧٧.
(٢) حصن وعمرو : قبيلتان.
(٣) أسامة بن الحارث. شرح أشعار الهذليين ص ١٢٨٩ والكتاب ١ : ١٥٣ والجمل للزجاجي ص ٣٠٩ وشرح المفصل ٢ : ٥١ و ٥٢ والهمع ١ : ٢٢١ والدرر ١ : ١٩٠ والأشموني ٢ : ١٣٧ والعيني ٣ : ٩٣.
والرواية : «والسّير». والمتلف : المفازة يتلف سالكها. ويبرح به : يجهده. والذكر : الجمل. والضابط : القوي.
(٤) الآية ٢٤.