قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

اللآلي العبقريّة في شرح العينيّة الحميريّة

اللآلي العبقريّة في شرح العينيّة الحميريّة

اللآلي العبقريّة في شرح العينيّة الحميريّة

تحمیل

اللآلي العبقريّة في شرح العينيّة الحميريّة

190/600
*

الأوّل إلاّ بعد مضي زمان فلم يتراخ بينهما إلاّ ذلك الزمان ، كما يقال : تزوج فلان فولد له ، إذا لم يفصل بين التزوّج والولادة إلاّ زمن الحمل.

ونحو قوله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِماءً فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً ) (١).

وقال نجم الأئمة ـ رضي اللّه عنه ـ : إنّ « الفاء » في مثل ذلك فإن اخضرار الأرض يبتدئ بعد نزول المطر لكن إنّما يتمّ في مدة ومهلة ، فجيئ بالفاء ، نظراً إلى أنّه لا فصل بين نزول المطر وابتداء الاخضرار ، قال : ولو قيل : ثمّ تصبح الأرض مخضرّة ، نظراً إلى تمام الاخضرار جاز (٢).

ونحن نقول : لو قال : ثمّ تصبح الأرض نظراً إلى حقيقة الأمر جاز. وإذا تأمّلت وجدت مآل الكلامين واحداً ، وكذا مال ما قيل من أنّ التعقيب في كلّ شيء بحسبه مآلهما ، وبعضهم يقدر لنحو تصبح هنا معطوفاً عليه نحو : فأنبتنا به وطال النبت فتصبح.

وقيل : إنّ « الفاء » هنا للسببية ، وفاء السبب لا يدلّ على التعقيب لصحّة أن يقال : إن أسلم فهو يدخل الجنّة ، مع ما بينهما من المهملة الظاهرة.

وقيل : إنّ الفاء ربّما كانت بمعنى « ثمّ » كالآية ، وقوله تعالى : ( ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَونَا العِظامَ لَحْماً ). (٣)

والأمر الثالث بما يفيده الفاء السببيّة ، وهو غالب في عطف الجملة أو الصفة نحو : ( فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ ) (٤) ( فَتَلَقّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمات فَتابَ

__________________

١ ـ الحج : ٦٣.

٢ ـ شرح الرضي : ٤ / ٣٨٩.

٣ ـ المؤمنون : ١٤.

٤ ـ القصص : ١٥.