وادي زنة ، وربما كان ذلك الإسم في حد ذاته ما يثبت أن تهدم السد قد حدث في هذه الناحية القريبة من مدخل الضيقة ويبدو أن صخرة الجبل تكوّن إحدى جانبي هذه الفتحة ، أما الناحية الأخرى فمشيدة من الحجر ، وربما كان في صدغي تلك الفتحة المكان الذي كانوا يزلقون فيه كتل الأخشاب لتصريف الكميات اللازمة من المياه وتسير بعد ذلك في قناة عادية ، ويبدو أنه كان هناك بروزا مثلثا في ذلك الجدار الحجري ، وقد كان ذلك البروز داخلا في جدار السد الكبير ، وهو الجدار الذي تهدم وسبب ذلك الخراب (١).
وأما البوابة اليسرى ، فقد كان لها عينان ، ووراءها قناة مبنية الجوانب طولها أكثر من كيلومتر تنتهي بحوض كبير تتفرع منه عدة قنوات ، كما يبدوا أنهم سدوا الناحية الجنوبية بجدار يرتكز على صخرة الجبل ، ثم جعلوا في مكان مرتفع من الجدار أربع فتحات وذلك لتصريف أي كميات زائدة من المياه حتى لا يرتفع منسوب المياه أمام السد إلى حد لا يريدونه ، أو يؤثر على الفتحات أو يتعارض مع النظام المقرر لها ، وتخرج تلك المياه الزائدة إلى الخارج وتنزل إلى باطن الوادي ، وفي وقت من الأوقات رأوا أنه لا حاجة للعينين فسدوا واحدة منهما واكتفوا بالأخرى ، وكان يخرج من الحوض المبني بالحجر في آخر القناة الكبرى قنوات متعددة ، تبلغ فتحات بعضها نحو ثلاثة أمتار ، وكلها مبنية بالحجر ، وكانت مثل البوابتين الكبيرتين تغلق بوضع كتل من الخشب تنزلق في فتحتين في جانبي كل بوابة (٢).
هذا وتدل دراسة المباني التي ما زالت قائمة عند البوابتين على أنه قد
__________________
(١) نفس المرجع السابق ص ١٨٣
(٢) نفس المرجع السابق ص ١٨٤