جدّه ليقذف نفسه في
البحر ، فراراً من الرسول الأعظم .
فقال عمير بن وهب : يا رسول الله إنّ
صفوان بن اُميّة سيّد قومه قد خرج هارباً منك فآمنه .
قال صلىاللهعليهوآله
: هو آمن .
قال عمير بن وهب : ـ أعطني شيئاً يعرف
به أمانك .
فأعطاه صلىاللهعليهوآله
عمامته .
وهذا يكشف عن أعظم سموٍّ أخلاقي وكرَمٍ
روحيّ ، في عظيم عفوه حين عظيم قدرته .
ومثله كان خلفاؤه الأئمّة المعصومون من
أهل بيته الطاهرين عليهمالسلام
كانوا نموذجاً في سموّ الآداب ومكارم الأخلاق
، ومثالاً له في الدعوة إلى حُسن الخليقة ، وإنماء الفضيلة ، دعوة صادقة
، وتربيةً رائقة بأعمالهم وأقوالهم .
نذكر نُبذة منها في هذا الكتاب لتكون
دروساً خالدة في الأخلاق الفاضلة والمحاسن الكاملة .
فنستمدّ منها حياةً زكيّة ، وروحاً
معنويّة ، لتهذيب ضمائرنا وصلاحها ، وتزكية أنفسنا وفلاحها ، فنكون من مصاديق قوله
تعالى : ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا )
.
وعلى هذا الصعيد السامي نتشرّف بذكر
الفصول التالية فيما يلي : ـ
أوّلاً : سيرة أهل البيت عليهمالسلام الأخلاقيّة في
أعمالهم .
ثانياً : دروسهم الأخلاقيّة في أقوالهم
.
ثالثاً : مدرستهم الأخلاقيّة في الصحيفة
المباركة السجّاديّة .
وكفى بأهل البيت عليهمالسلام أولياء إلٰهيّين
، ومربّين صالحين ، وقدوة العالمين للأخلاق
__________________________________