وبالرغم من ذلك لم يردّ الرسول عليها
بشيء ، ولم يغلظ لها بقول .
ومن نماذج لين عريكته صلوات الله عليه
وآله ؛ موقفه الكريم في قضيّة القطيفة الحمراء
، في واقعة بدر ، بعد انهزام المشركين وبقاء الغنائم في حوزة المسلمين .
وكان في الغنائم قطيفة حمراء وضيعة لا
تسوى شيئاً ، ضاعت من بين الغنائم .
فبرز أحد الأصحاب من المنافقين وقال : ـ
( إنّ رسول الله غلّها ) أي سرقها والعياذ بالله ، ورسول الله هو الأمين المسمّى بمحمّد الأمين حتّى عند المشركين وحتّىٰ في الجاهليّة .
وحدث دويّ بين الأصحاب من هذه الكلمة
البذيئة ، ورسول الله بريءٌ من الغلّ والسرقة ، ولم يأخذ تلك القطيفة .
ومع ذلك لم يردّ الرسول عليه بشيء ، ولم
يخشن له بقول ..
بالرغم من أنّ الرسول له الحقّ الشرعي
في أن يصطفي من الغنائم ما يشاء .
فنزلت الآية الشريفة : ـ (
وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ )
، فبرّء الله تعالى نبيّه من السرقة والخيانة .
وجاء رجلٌ إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : إنّ فلاناً
غلّ القطيفة وأخبأها هنالك ، فأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله
بحفر ذلك الموضع ، وإخراج تلك القطيفة ، كما تلاحظه في التفسير
.
وهذه القضيّة آية من لين عريكة النبيّ
الأعظم حيث لم يظهر منه أيّ شدّة في مقابل هذه التهمة البذيئة ، من منافقٍ رديء ، يدّعي الإيمان بالنبيّ وينسبه إلى
__________________________________