وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : ـ
( ذلّلوا أخلاقكم بالمحاسن ، وقودوها
إلى المكارم )
.
هذا .. وعلم الأخلاق من المفاهيم
المتأصّلة الثابتة التي سارت مع سير الاُمم ، وواكبت جميع الحضارات .
لكن لم يكمل ولم يرشد هذا العلم والأدب
إلّا في أخلاق الدِّين الإلهي الإسلامي من مذهب أهل البيت عليهمالسلام
.
وقمّة الأخلاق الفاضلة هي أخلاق العترة
الطاهرة سلام الله عليهم أجمعين .
فالمناهج الأخلاقيّة تختلف عند الطوائف
والاُمم بين كونها جافّة مرهقة ، أو تابعة للأهواء المتحكّمة ، أو سائرة خلف التقاليد والنزعات ، أو غير موجبة لتزكية الروح وكمال النفس المطلوب منها ، ممّا يجرّدها عن الأصالة والواقعيّة ، ويفصلها عن تربية الإنسان على الخُلق الكريم ، وتهذيبه على الملكات الفاضلة والمحاسن الروحيّة .
حتّى الحضارات المعروفة التي اهتمّت
بعلم الأخلاق وكتبت فيه الكتب كالمذاهب الفلسفيّة لم تبلغ مفهومه الواقعي ، ولم تصل إلى أثره الروحي .
فتلاحظ مثلاً أنّ ( سُقراط )
يعرّف الأخلاق بأنّه هو : ـ
( أن يؤدّي كلّ فردٍ وظيفته بالنسبة إلى
الأفراد الاُخرى )
.
وأنت تعرف أنّ هذا شيءٌ حسن ، لكنّه ليس
من الأخلاق ، بل هي الحياة الاجتماعيّة الطيّبة ، والوظيفة الإنسانيّة المطلوبة ، لا الحقيقة الأخلاقيّة .
__________________________________