فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :
«يا عائشة! متى عهدتني فحّاشاً؟»
إنّ شرّ الناس عند الله منزلة يوم
القيامة من تركه الناس اتّقاء شرّه» .
ولا يخفى انه بقرينة قوله «أخو العشيرة»
في متن الحديث أوّلاً.
وبقرينة كون رواية الحديث من عائشة ـ
التي دخل بها النبي صلى الله عليه وآله في المدينة التي كانت ـ بلد المسلمين
ثانياً.
بهاتين القرينتين يستفاد أنّ تقيّة
صلوات الله عليه وآله كانت من مسلم لا من المشركين ، ممّا تدلّ على انّ التقيّة
تكون عامة ، وليست خاصّة بالتقية من المشرك أو في بلد الشرك. وجاء في كتاب
بالاسرار انه كان ذلك عبد الله بن أبي سلول [الأسرار فيما كنى وعرف به الأشرار : ج
٢ ، ص ١٨].
ومثل هذا الحديث بل أصرح منه ومصرّح
بالمداراة التي هي التقيّة حديث الحافظ أبي نعيم في حلية الأولياء
قال ما نصّة :
حدّثنا أبو بكر بن خلّاد ، حدّثنا
الحارث بن أبي أُسامة ، حدّثنا الخليل ابن زكريا ، حدّثنا هشام الدستوائي ، عن
عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش ، عن صفوان بن عسال المرادي ، قال : كنّا مع النبي
صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ في سفر فأقبل رجل فيما نظر إليه رسول الله صلّى
الله عليه و [آله] وسلّم قال : «بئس اخو العشيرة وبئس الرجل ، فلمّأ دنا
__________________